تُعدّ ممارسة اليوغا من أفضل الوسائل للتخفيف من التوتر وتحسين الصحة النفسية.
وهي ليست مجرد حركات جسدية تعزز من ليونة الجسم فقط، بل تشمل تقنيات التنفس العميق، والتأمل الذي يساعد على الانفصال عن الواقع والضغوط اليومية.
في هذا المقال، نلقي الضوء على كيفية الاستفادة من اليوغا لتقليل التوتر وتحقيق التوازن النفسي والجسدي.
تأثير اليوغا في تخفيف التوتر
تعمل اليوغا على تهدئة العقل والجسم من خلال تعزيز الاسترخاء الجسدي والذهني. الحركات الجسدية، أو ما يُعرف بـ"الأسانا"، تسهم في زيادة المرونة وتخفيف التوتر العضلي، وبالتالي تحرير العوائق الجسدية التي قد تكون مرتبطة بالضغوط النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، يُفرز الجسم خلال ممارسة اليوغا هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يحسن من الحالة المزاجية ويُسهل التعامل مع التوتر.
فوائد اليوغا علميًّا
تشير الدراسات العلمية إلى أن ممارسة اليوغا بانتظام، وخاصةً يوغا الهاثا، تساعد على تقليل مستويات القلق والاكتئاب بشكل ملحوظ.
فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن النساء اللواتي مارسن اليوغا ثلاث مرات أسبوعياً على مدى أربعة أسابيع شهدن انخفاضاً في معدلات التوتر والقلق.
كما أثبتت دراسات أخرى أن تمارين التأمل مثل "يوغا نيدرا" تعزز الاسترخاء العميق وتحسن جودة النوم، وهو أمر ضروري لمن يعانون التوتر المزمن.
التنفس كوسيلة للتخفيف من التوتر
إحدى الركائز الأساسية لليوغا هي تمارين التنفس، التي تُعرف بـ"براناياما" في اللغة السنسكريتية.
هذه التمارين تساعد على تهدئة العقل وتنظيم التنفس بعمق، ما يقلل مستويات التوتر ويعيد التوازن للجسم.
ويمكن ممارسة تقنيات التنفس خلال جلسات اليوغا أو في أي وقت خلال اليوم، خاصة في اللحظات التي تشعر فيها بالتوتر أو مواجهة المواقف الصعبة.
أفضل الحركات للتخلص من التوتر
وضعية القط والبقرة (Cat-Cow)
تساعد هذه الحركة على تنسيق التنفس مع الحركة وتخفيف التوتر الجسدي.
وضعية الطفل (Child’s Pose)
تعتبر هذه الوضعية من أكثر الحركات التي تمنح الجسم والعقل الاسترخاء.
وضعية الأرجل على الحائط (Legs-Up-the-Wall Pose)
تسهم هذه الحركة في تنشيط الدورة الدموية وتقليل التوتر.
التأمل كجزء من الروتين
التأمل هو جزء لا يتجزأ من ممارسة اليوغا، ويمكن القيام به خلال الجلوس أو المشي أو حتى الاستلقاء.
يساعد التأمل على تعزيز اليقظة والوعي بالمشاعر، ما يُسهل التعامل مع التوتر.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر التأمل محفزًا لمشاعر الهدوء والراحة الداخلية.
نصائح عند ممارسة اليوغا لتخفيف التوتر
لتحقيق أقصى استفادة من ممارسة اليوغا، يجب التركيز على اللحظة الحالية وعدم التعلق بالأفكار السلبية.
من المهم أيضًا أن نكون واعين بأن اليوغا ليست حلاً سحريًا للتوتر، بل هي أداة لتعزيز الوعي والهدوء.
كما يُنصح بالبحث عن معلم يوغا ذي خبرة للحصول على إرشادات تناسب احتياجاتك.
وختامًا، فاليوغا وسيلة فعالة للتخلص من التوتر واستعادة الطاقة وتعزيز الصحة العامة. من خلال الدمج بين تمارين التنفس والحركات الجسدية والتأمل، يمكنك تحقيق توازن بين العقل والجسم، والاستمتاع بحياة أكثر هدوءاً وراحة.
