العلاقة بين الغدة الدرقية وانقطاع الطمث قوية؛ إذ يتسبب اضطراب الغدة الدرقية في غزارة الدورة الشهرية أو خفتها أو حتى توقفها تماما.
ويُعرَّف انقطاع الطمث طبيا بأنه "الوقت الذي لا تعاني فيه المرأة من دورة شهرية لمدة 12 شهرا متتاليا، وبمجرد مرور عام كامل دون طمث تكون المرأة في مرحلة انقطاع الطمث".
والغدة الدرقية، هي ذلك العضو الصغير الواقع في مقدمة الرقبة، والتي تلعب دورا أساسيا في تنظيم وظائف الجسم الحيوية. فهي المسؤولة عن إنتاج هرمون الغدة الدرقية، الذي يؤثر بشكل مباشر على عملية التمثيل الغذائي، بدءا من سرعة حرق السعرات الحرارية وصولا إلى معدل ضربات القلب.
عندما يختل توازن الغدة، سواء بسبب قصورها أو فرط نشاطها، تتأثر مستويات الهرمونات في الجسم؛ ما قد يؤدي إلى ظهور أعراض تشبه إلى حد كبير تلك المصاحبة لانقطاع الطمث.
بالتأكيد؛ إذ يحدث انقطاع الطمث لدى النساء المصابات باضطراب الغدة الدرقية بسبب فرط إفراز هرمون "برولاكتين"، المعروف أيضا بـ"هرمون الحليب"، الذي تفرزه الغدة النخامية.
أشار موقع Hopkins Medicine إلى أن هناك عدة أسباب محتملة لانقطاع الطمث، من بينها اضطرابات الغدة الدرقية. فقد يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى توقف الدورة الشهرية بسبب نقص نشاطها، بينما قد يتسبب فرط نشاطها في اضطرابات تؤثر في انتظامها.
وفقا لموقع WomensHealth، فإن تأثير الغدة الدرقية على الدورة الشهرية متعدد الأوجه. فهي تلعب دورا مهما في تنظيمها؛ إذ قد يؤدي ارتفاع أو انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى جعل الحيض خفيفا جدا، غزيرا، أو غير منتظم.
كما يمكن أن تؤدي اضطرابات الغدة الدرقية إلى انقطاع الدورة الشهرية لعدة أشهر أو أكثر، وهي حالة تُعرف بانقطاع الطمث. وإذا كان مرض الغدة الدرقية ناتجا عن خلل في جهاز المناعة، فقد يؤثر ذلك أيضا على غدد أخرى، مثل المبايض؛ ما قد يؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر قبل سن الأربعين.
أوضح موقع Sciencedirect أن انقطاع الطمث وخلل الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية) تصاحبه الأعراض التالية:
تتشابه أعراض انقطاع الطمث الطبيعي مع علامات انقطاع الطمث بسبب مشاكل الغدة الدرقية، لذا من المهم إجراء التحاليل الطبية للتفرقة بينهما.
ووفقا لموقع Myalloy فإن أعراض الحالتين تتداخل ويكون من الصعب التمييز بين المشكلتين، وللتفريق بينهما يجب إجراء تشخيص دقيق من خلال بعض اختبارات الدم البسيطة.
وبشكل عام تشمل أبرز أعراض انقطاع الطمث سواء الطبيعي أو نتيجة مشاكل الغدة الدرقية ما يأتي:
من المهم طلب المساعدة الطبية والخضوع لفحص على يد مختص، لتشخيص انقطاع الطمث المرتبط بالغدة الدرقية؛ إذ يطلب الطبيب إجراء فحص دم بسيط لمعرفة ما إذا كانت مستويات الهرمون لديك طبيعية.
ويجب أن يشمل فحص الدم المختبري ما يلي:
يمكن أن يحدد قياس كمية هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH) في دمك ما إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل صحيح.
يمكن أن يحدد قياس كمية هرمون تحفيز الجريبات (FSH) في دمك ما إذا كانت المبايض تعمل بشكل صحيح.
قد تكون المستويات المنخفضة من هرمون البرولاكتين علامة على وجود ورم في الغدة النخامية.
في المرضى الذين يعانون انقطاع الطمث الناجم عن قصور الغدة الدرقية أو خلل الغدة الدرقية، يجب أن يعيد علاج حالة الغدة الدرقية الدورة الشهرية الطبيعية. ومع ذلك، يجب أن ننتبه إلى أنه قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تبدأ الدورة الشهرية المنتظمة وتصبح ثابتة.
المسار المعتاد لعلاج قصور الغدة الدرقية هو استخدام أدوية تعويض هرمون الغدة الدرقية؛ إذ يمكن أن يكون للعلاج الخاضع للمراقبة بالأدوية وكذلك فحص هرمون الغدة الدرقية ومستويات الغدة الدرقية بانتظام، نتائج واعدة لأولئك الذين يعانون انقطاع الطمث أو أعراض الغدة الدرقية الأخرى ذات الصلة.
وفقا لموقع Women's health services فإنه في حالة الدورة الشهرية غير المنتظمة الناجمة عن اختلال التوازن الهرموني، بما في ذلك اختلال توازن هرمون الغدة الدرقية، يمكن علاجها بسهولة بالعلاج الهرموني.
إذا كنت تعانين اضطرابات الغدة الدرقية، فمن المحتمل أن تحتاجي إلى تناول حبوب هرمون الغدة الدرقية لبقية حياتك، لكن الخبر السار أنها آمنة وفعالة، ويمكنها استعادة دورتك الطبيعية.