النوم الجيد هو ركيزة أساسية لصحة الجسم والعقل. ولكن، كما يُقال، "ما زاد عن حده انقلب إلى ضده"، فالإفراط في النوم قد يتحول إلى عامل خطر لصحتك.
فما هو الحد الآمن للنوم؟، وكيف يمكن أن يؤثر النوم الزائد على صحتك؟
احتياجات النوم تختلف حسب العمر، النشاط البدني، والحالة الصحية. ومع ذلك، يوصي الخبراء البالغين بالنوم ما بين 7 و 9 ساعات يومياً. لكن تجاوز هذه المدة بانتظام قد يكون مؤشراً على مشاكل صحية، أو حتى مسبباً لها.
الإفراط في النوم قد يكون ناتجاً عن اضطرابات مثل فرط النوم، وهو اضطراب يجعل المصابين به يشعرون بنعاس مفرط خلال النهار، حتى بعد فترات نوم طويلة. كما قد يكون السبب هو انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، حيث يؤدي التوقف المؤقت للتنفس إلى تعطيل دورة النوم الطبيعية.
علاوة على ذلك، هناك عوامل أخرى مثل الاكتئاب، بعض الأدوية، أو حتى نمط حياة يميل إلى الكسل. وفي أحيان أخرى، يكون السبب ببساطة رغبة الشخص في قضاء وقت أطول في النوم.
هناك بعض المشكلات التي ترتبط بكثرة النوم، إليك بعضها:
تشير الدراسات إلى أن النوم لفترات طويلة أو قصيرة جداً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري. السبب قد يكون تأثير النوم الزائد على عمليات التمثيل الغذائي في الجسم.
دراسة حديثة أظهرت أن الأشخاص الذين ينامون 9 إلى 10 ساعات يومياً لديهم احتمال أكبر بنسبة 21% لزيادة الوزن على مدار 6 سنوات مقارنة بمن ينامون 7 إلى 8 ساعات فقط، حتى مع الأخذ في الاعتبار عاداتهم الغذائية ونشاطهم البدني.
الإفراط في النوم، خصوصاً خلال عطلات نهاية الأسبوع، قد يسبب الصداع بسبب تأثيره على النواقل العصبية في الدماغ مثل السيروتونين.
على عكس النصائح القديمة التي كانت توصي بالراحة التامة لمرضى آلام الظهر، ينصح الأطباء اليوم بالحفاظ على مستوى معتدل من النشاط البدني. فالنوم الزائد قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
في حين يرتبط الاكتئاب عادة بالأرق، فإن حوالي 15% من المصابين بالاكتئاب يعانون من الإفراط في النوم، مما قد يزيد حالتهم سوءاً، نظراً لأهمية انتظام النوم في العلاج.
دراسة شملت حوالي 72,000 امرأة وجدت أن النساء اللواتي ينمن 9 إلى 11 ساعة يومياً معرضات للإصابة بأمراض القلب بنسبة 38% أكثر من اللواتي ينمن 8 ساعات.
تشير العديد من الدراسات إلى أن النوم لفترات تزيد على 9 ساعات يومياً يرتبط بزيادة معدل الوفيات، على الرغم من أن السبب المباشر لذلك لا يزال غير واضح.
للحفاظ على فوائد النوم وتجنب مخاطره، حاول الالتزام بعدد ساعات نوم مناسب تتراوح بين 7 و9 ساعات يومياً. إذا شعرت بالحاجة إلى النوم أكثر، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب لاستبعاد أي اضطرابات صحية محتملة.
النوم هو نعمة للجسم، ولكن الحفاظ على التوازن هو مفتاح الاستفادة منه بشكل صحي ومستدام.