يعاني الكثير من الأشخاص من الشعور الدائم بالخمول والتعب المستمر؛ ما يؤثر على حياتهم اليومية وأدائهم في العمل، والخمول والتعب يمكن أن يكونا نتيجة للعديد من الأسباب، بما في ذلك الأسباب الصحية والنفسية، من خلال هذا التقرير، نستعرض بالتفصيل الأسباب المختلفة للخمول والتعب المستمر، والأعراض وطرق العلاج.
وفق العديد من الدراسات المختلفة عن أسباب الخمول والإرهاق والتعب، فقد قدم موقع WebMD أهم الأسباب، ومن ضمنها ما يلي:
النوم يعتبر هو العامل الأساسي لاستعادة النشاط والحيوية على مدار اليوم، حيث يحتاج البالغون إلى حوالي 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة للحصول على جودة عالية في الأداء اليومي، وعلى النقيض فإن قلة النوم أو النوم المتقطع يمكنه أن يؤدي إلى شعور دائم بالتعب والخمول، وقد ترجع قلة النوم إلى العديد من الأسباب ومنها الأرق، انقطاع النفس النومي، أو اتباع عادات نوم سيئة مثل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم مباشرة.
تناول نظام غذائي غير متوازن، أو لا يحتوي على الفيتامينات والمعادن يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالخمول والتعب المستمر؛ إذ إن نقص الحديد، فيتامين B12، وفيتامين D من الأسباب الشائعة للخمول، كما يمكن أن يسبب تناول كميات كبيرة من السكريات والكربوهيدرات المكررة تقلبات في مستويات السكر في الدم؛ مما يؤدي إلى شعور بالتعب.
شرب كمية كافية من الماء من الأمور الضرورية للحفاظ على وظائف الجسم المختلفة، حيث أن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وتقليل تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية بالجسم، ومن ثم الشعور بالتعب والخمول، ويُنصح بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا للحفاظ على ترطيب الجسم بالقدر الكافي.
من العوامل التي تسبب الخمول والتعب المستمر هو التعرض إلى الإجهاد المفرط، حيث إن الإجهاد يستنزف الطاقة العقلية والجسدية، كما يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى وجود مشكلات في النوم وتغيرات في الشهية؛ مما يزيد الشعور بالخمول.
قلة الحركة ونقص النشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات والشعور بالخمول، وممارسة الرياضة يمكنها أن تساعد في تحسين الدورة الدموية، وزيادة مستويات الإندورفين، وتحسين جودة النوم؛ مما يقلل من الشعور بالتعب.
قد يكون للصحة الجسدية تأثير على الشعور بالتعب والخمول، ومن أهم الأمراض التي تساعد على ذلك ما يلي:
فقر الدم هو حالة مرضية يقل فيها عدد خلايا الدم الحمراء أو كمية الهيموجلوبين في الدم؛ ما يؤدي إلى تقليل كمية الأكسجين التي تصل إلى الأنسجة، هذا ويمكن أن يسبب شعورًا مستمرًا بالتعب والخمول، وتشمل الأعراض الأخرى لفقر الدم شحوب الجلد، ضيق التنفس، والدوار.
القصور في نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يسبب شعورًا بالتعب والخمول، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل زيادة الوزن، الإمساك، وحساسية للبرد، وعلى النقيض فإن فرط نشاط الغدة الدرقية، يمكن أن يسبب شعورًا بالإرهاق بسبب تسارع عمليات الأيض.
الاكتئاب هو من الاضطرابات النفسية التي تؤثر في مستويات الطاقة والشعور العام، الأشخاص المصابون بالاكتئاب عادةً ما يشعرون بالإرهاق، بالإضافة إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، صعوبة في التركيز، وتغيرات في النوم والشهية. كما أن التعب المزمن يعتبر أحد الأعراض الرئيسة للاكتئاب.
اضطرابات النوم مثل الأرق وانقطاع النفس النومي يمكن أن تسبب شعورًا بالتعب والخمول، وانقطاع النفس النومي يتسبب في توقف التنفس مؤقتاً أثناء النوم؛ ما يؤدي إلى الحصول على نوم غير مريح واستيقاظ متكرر طوال الليل، ومن ثم ينتج عنه شعور بالخمول والإرهاق خلال فترة النهار.
قد يكون للأمراض المزمنة تأثير على الشعور بالخمول والإرهاق الدائمين، ومن هذه الأمراض، مرض السكري، وأمراض القلب، والتهاب المفاصل، كما أن هذه الأمراض تؤثر في وظائف الجسم إلى حد بعيد وتستنزف الطاقة.
اقرأ أيضًا: التوتر مقابل الإرهاق.. هكذا تفرّقين بينهما
يوجد العديد من الأعراض التي قد يشعر بها الشخص الذي لديه خمول وتعب مستمر، ومن ضمنها ما يلي:
الأشخاص الذين يعانون من الخمول المستمر يشعرون بالإرهاق بشكل متواصل طوال اليوم، حتى بعد النوم الكافي. هذا الشعور يمكن أن يؤثر في القدرة على أداء الأنشطة اليومية بكفاءة.
الخمول والتعب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على القدرة على التركيز وأداء المهام اليومية بشكل فعال، والأشخاص المصابون بالخمول قد يجدون صعوبة في التركيز والانتباه فترات طويلة.
الشعور بالصداع المتكرر يمكن أن يكون من أعراض الخمول والتعب المستمر، وقد يكون الصداع ناتجًا عن التوتر، أو الجفاف، أو نتيجة قلة النوم.
قد يشعر الأشخاص المصابون بالخمول المستمر بضعف في العضلات وصعوبة في القيام ببعض الأنشطة البدنية، وهذا الضعف يمكن أن يجعل المهام اليومية تبدو أكثر صعوبة.
التعرض إلى الخمول المستمر يمكنه أن يؤدي إلى زيادة أو فقدان الوزن؛ بسبب التغيرات في النشاط البدني والشهية، وبعض الأشخاص قد يشعرون بفقدان الشهية، بينما قد يلجأ آخرون إلى تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع التعب.
حتى يتم علاج الخمول والتعب المستمر يجب أن تكون على علم بالسبب وراء ذلك، وإذا كان حالة مرضية يجب الحرص على علاجها لدى الطبيب المختص، ومع ذلك يجب تغيير العادات اليومية التي تتسبب في ذلك وقد أشار موقع Medical News Today إلى بعض العادات التي بدورها تؤدي إلى علاج الخمول، ومن ضمنها ما يلي:
تحديد موعد نوم منتظم، وأن يكون بعدد كافٍ من الساعات بما لا يقل عن 7 ساعات؛ إذ إن هذا يمكن أن يساعد على تقليل الشعور بالخمول والتعب، ويُنصح بالنوم في بيئة مريحة، مثل تقليل الإضاءة والضوضاء، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم مباشرة.
من المهم التأكد من تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع الفيتامينات والمعادن اللازمة للجسم، والتي يمكن أن تساعد على زيادة مستويات الطاقة بالجسم، ويُنصح بإضافة الفواكه، الخضراوات، البروتينات الصحية، والحبوب الكاملة إلى النظام الغذائي الخاص بك.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الأمور الضرورية التي يمكنها أن تساعد على تحسين مستويات الطاقة والتقليل من الشعور بالخمول، كما أن الرياضة تساعد في تحسين الدورة الدموية، وزيادة مستويات الإندورفين بالجسم، وتحسن من جودة النوم.
يمكنك التخلص من الخمول باتباع تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، والتنفس العميق والتي يمكنها أن تساعد على تقليل الشعور بالإرهاق الناتج عن الضغط النفسي، من المهم أيضًا تخصيص وقت للراحة والاسترخاء.
عند اتباع الأمور السابقة، واستمر الشعور بالخمول والتعب دون تحسن، من المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب والعلاج المناسب، كما يمكن للطبيب إجراء الفحوصات اللازمة وتقديم العلاج المناسب بناءً على التشخيص.