يعد فقدان الشهية العصبي واحدًا من أكثر الاضطرابات شيوعًا بين النساء، مخلفًا آثارًا جسيمة قد تهدد حياتهن إذا لم يتم التعامل معه بحكمة ومعرفة.
الفهم العميق لأعراض هذا الاضطراب، والتعرف المبكر عليه يمكن أن يمنح المرأة فرصة أفضل للتعافي واستعادة التوازن النفسي والجسدي.
هنا دليل شامل لفهم علامات المرض وأعراضه، يقدمه إليك من مركز aspris للصحة النفسية.
العلامات الدالة:
المؤشرات الجسدية
الاضطرابات الغذائية، ومنها فقدان الشهية العصبي، ليست مجرد مشكلة تتعلق بالطعام، بل هي علامة على معاناة نفسية عميقة قد تخفي وراءها صراعات داخلية مع الذات والهوية. لذا، من الضروري التعرف على العلامات الأولية للمرض:
· فقدان الوزن الحاد والمفاجئ: الانخفاض الملحوظ في الوزن دون سبب طبي واضح يمكن أن يكون إنذارًا خطيرًا.
· الخوف المفرط من زيادة الوزن: هذا الخوف يتجاوز الاهتمام العادي بالشكل الخارجي، ليصل إلى هوس قد يعيق الحياة اليومية.
· ارتداء ملابس فضفاضة: لإخفاء نقص الوزن وعدم الراحة من المظهر الجسدي.
المؤشرات النفسية
لا يقتصر الاضطراب بتأثيره على الجسد فحسب، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية عبر:
· العزلة الاجتماعية: تجنب الفعاليات الاجتماعية والانسحاب من الدوائر الاجتماعية يمكن أن يكون دليلًا على المعاناة النفسية.
· التقلبات المزاجية: الشعور بالحزن أو الغضب بشكل مفاجئ ومتكرر، قد يكون مرتبطًا بالتوتر الناجم عن مراقبة الوزن.
· القلق والاكتئاب: هذان العرضان شائعان جدًا بين النساء اللواتي يعانين من فقدان الشهية العصبي، ويحتاجان إلى تدخل مباشر للحد من تأثيراتهما السلبية.
· تشوه الصورة الجسدية: الشكوى المستمرة من السمنة أو الانتفاخ، حتى لو كان الوزن طبيعيًا أو أقل من الطبيعي.
المؤشرات السلوكية
· السلوكيات الغذائية القهرية: مثل تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة جدًا، وتجنب الأكل في المناسبات الاجتماعية، وفرض قيود شديدة على نوعية الطعام وكميته.
· الهوس بالأطعمة الصحية: الاقتصار على تناول الأطعمة المنخفضة السعرات الحرارية والخالية من الدهون والسكريات.
· السلوكيات التعويضية: مثل ممارسة الرياضة بشكل مفرط، استخدام المسهلات، أو القيء المتعمد بعد الأكل.
أنواع العلاج المتاحة لفقدان الشهية العصبي
التعامل مع فقدان الشهية العصبي يتطلب نهجًا شموليًا يجمع بين العلاج الطبي، النفسي، والتغذوي. العلاجات متنوعة، والاختيار بينها يعتمد على عدة عوامل مثل العمر، مدة الإصابة بالاضطراب، والأعراض. وتتنوع أساليب العلاج المتاحة، لتشمل:
1. العلاج القائم على الأسرة (FBT): هذا النوع من العلاج يشرك أفراد الأسرة في العملية العلاجية، ويعد فعّالًا بشكل خاص للمراهقين، حيث يساعد على تعزيز الدعم العائلي ومواجهة الاضطراب بشك جماعي.
2. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يستهدف تغيير الأفكار والمعتقدات السلبية حول الطعام والجسم، وهو معتمد بشكل واسع لفعاليته في تحسين اضطرابات الأكل.
3. علاج مودسلي لفقدان الشهية العصبية للبالغين (MANTRA): منهجية تركز على فهم الأسباب النفسية وراء الاضطراب، والعمل على معالجتها من خلال العلاج الموجه.