عندما نتحدث عن إدراك العمق، فإننا نشير إلى قدرة عينيك على تحديد المسافة بين جسمين.
إذ ترى كل عين نفس الجسم بصورة مختلفة قليلًا وبزاوية أخرى قليلًا، ولكن يستطيع دماغك دمج الصورتين في صورة ثلاثية الأبعاد. تُعرف هذه العملية بـالرؤية المجسمة (Stereopsis).
وبفضل هذه القدرة، يمكنك تقدير مدى تباعد الأجسام عن بعضها البعض ومدى بعدها عنك.
هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى مشاكل في إدراك العمق، وفقًا لموقع Healthline، وهو دورية متخصصة في الشؤون الصحية. وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
الحَوَل هو حالة يحدث فيها عدم اتساق محاذاة العينين. على سبيل المثال، قد تنحرف إحدى العينين إلى الداخل أو الخارج، أو قد تنظر إحدى العينين إلى الأعلى أو الأسفل.
بعض الأشخاص يظهر لديهم الحَوَل بشكل واضح، وهو ما يُعرف أحيانًا بـ "العين المتقاطعة". عندما تتحرك العينان في اتجاهين مختلفين، فإنهما تركزان على أشياء مختلفة؛ ما يؤثر على إدراك العمق.
الحَوَل شائع لدى الأطفال، وإذا تم علاجه مبكرًا، يمكن أن يتطور إدراك العمق بشكل طبيعي.
إذا كان دماغك يفضل عينًا على الأخرى؛ ما يؤدي إلى عدم تتبع إحدى العينين بشكل صحيح، فهذه الحالة تُعرف بـكسل العين.
يمكن أن يؤدي الغبش إلى فقدان الرؤية في العين الأضعف؛ ما يؤثر على إدراك العمق والرؤية بشكل عام.
إذا كان العصب البصري لديك متورمًا أو ملتهبًا، فقد يؤثر ذلك على رؤيتك وقدرتك على إدراك العمق.
في بعض الحالات النادرة، يولد بعض الأشخاص بحالة تُعرف باسم نقص تنسج العصب البصري (Optic Nerve Hypoplasia)، حيث لا يتطور العصب البصري بشكل كامل.
إذا تعرضت إحدى عينيك لإصابة، فقد لا تتمكن من الرؤية بشكل جيد بما يكفي لإدراك العمق بشكل طبيعي.
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى رؤية ضبابية، مثل خدوش القرنية، أو الجلوكوما، أو اعتلال الشبكية السكري، أو قصر النظر.
أي حالة تسبب رؤية ضبابية، حتى لو كانت مؤقتة، يمكن أن تؤثر على قدرتك على إدراك المسافات والعمق بدقة.
عندما تتأثر قدرتك على إدراك العمق، قد تواجه صعوبات في حياتك اليومية. إليك بعض الأمثلة الشائعة:
قد لا يُلاحظ الطفل الذي يعاني من مشاكل في الرؤية هذه المشكلة بنفسه. لكن المراقب الحذر قد يلاحظ أنه يحدق أو يحرك رأسه للحصول على رؤية أفضل.
قد يجد الأطفال صعوبة في التعلم؛ لأنهم لا يستطيعون رؤية السبورة أو المواد التعليمية بشكل جيد.
الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الرؤية أو الرؤية في عين واحدة قد يقلقون بشأن كيفية التنقل.
لكن الخبر الجيد هو أنك قد تظل قادرًا على الحصول على رخصة قيادة. ومع ذلك، قد تحتاج إلى استخدام استراتيجيات معينة للقيادة بأمان إذا كانت مشاكلك في إدراك العمق تؤثر على قيادتك.
يساعدك إدراك العمق على أداء المهام اليومية، مثل عبور الشوارع المزدحمة بأمان، أو استخدام السلالم دون التعثر، أو حتى صب كوب من الحليب بدقة.
إذا كان إدراك العمق لديك ضعيفًا، فقد تواجه صعوبة في أداء هذه الأنشطة.
تعتمد خيارات العلاج لمشاكل إدراك العمق على سبب المشكلة.
الحَوَل، يمكن أن تساعد النظارات في تحسين محاذاة العينين لبعض الأطفال.
قد يحتاج بعض الأطفال إلى جراحة لتصحيح محاذاة العينين، وربما يرتدون النظارات بعد الجراحة.
أما كسل العين، قد يوصي الطبيب بوضع رقعة على العين السليمة لفترات قصيرة لتقوية العين الأضعف.
وإذا كان لديك حالة أخرى تؤثر على إدراك العمق، تحدث مع طبيب العيون للحصول على أفضل خيارات العلاج.
وختامًا، قد يكون إدراك العمق شيئًا نعتبره أمرًا مفروغًا منه، ولكن يمكنك أن تعيش حياة كاملة حتى إذا كان لديك مشاكل في إدراك العمق.
يمكن أن تساعدك العلاجات والمساعدات البصرية، إلى جانب استراتيجيات التأقلم، على التغلب على التحديات.
إذا لاحظت أي تغييرات في رؤيتك، فلا تتردد في زيارة طبيب العيون للتأكد من معالجة أي مشكلات جديدة.