في الشريعة الإسلامية، تُعفى النساء الحوامل والمرضعات من الصيام خلال شهر رمضان. ومع ذلك تحرص كثيرات منهن على الصوم لاعتيادها الأمر أو عدم الشعور بالغربة والاختلاف وسط باقي الصائمين من حولها.
في الواقع، لا داعي للشعور بالأسف على عدم الصيام بسبب الرضاعة الطبيعية؛ نظراً لأن إرضاع طفلك رضاعة طبيعية خلال السنوات الأولى أمر بالغ الأهمية، وهذا وقت لا يمكن إعادته بعد فواته، في حين أنه يمكن تعويض ما فاتك من الصيام لاحقاً.
لذا، إذا كنت ترضعين طفلك طبيعيا، وتفكرين في صوم شهر رمضان، فمن المهم أولاً أن تتذكري أن الإعفاء موجود لضمان سلامتك وسلامة طفلك، وثانياً أن تحيطي نفسك علماً بكل ما يتعلق بصيام المرضع قبل أن تتخذي قرارك النهائي.
وفي هذا الأمر نذكر بأهمية مراجعة طبيبك المختص قبل اتخاذ القرار، خاصة إذا كنت من أصحاب التاريخ المرضي، لأن لكل حالة خصوصيتها.
لا توجد قاعدة طبية تسري على جميع المرضعات، إذ تختلف حالة كل أم عن أخرى استناداً لاعتبارات عديدة. وبالمثل تختلف حاجة واحتياج كل طفل يرضع طبيعياً عن الآخر.
فمثلاً، تجد بعض الأمهات أن الصيام ليوم واحد، ثم أخذ استراحة ليوم أو عدة أيام قد يكون مفيداً لهن، ويساعدهن على تجنب تأثر إدرار الحليب.
أيضاً قد تستطيع بعض الأمهات الصوم المتواصل دون الشعور بالتعب والإجهاد، فيما تصاب أخريات بعلامات الجفاف (الصداع، الشعور بالعطش، الشعور بالدوار أو الإغماء)، ووقتها يجب أن تفطر على الماء مع إضافة بعض السكر والملح، لإعادة ترطيب الجسم بسرعة.
أيضاً قرار الأم المرضع بالصيام من عدمه يعتمد على عمر طفلها، لأن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر يحتاجون عموماً إلى حليب الثدي الخالص، وهذا يختلف عن الأطفال الذين بلغوا عاماً واحداً، إذ يمكنهم تناول أطعمة أخرى إلى جانب حليب الثدي، وعادة ما يشربون حليب الثدي ليلاً فقط.
وذكر موقع "clevelandclinic" أن "عندما ترضعين طفلك طبيعياً، يحتاج جسمك إلى سعرات حرارية أكثر من المعتاد؛ لأن هذه السعرات الحرارية تذهب لتوفير العناصر الغذائية لطفلك. وعندما يكون لديك سعرات حرارية منخفضة بسبب الصيام، يمكن أن يؤثر ذلك على إمداد الحليب ومستوى الطاقة لديك".
لذا، من المهم عند اتخاذ قرار الصيام أن تفعلي ما هو في متناولك، ويراعي صحتك وصحة طفلك، مع مراجعة الطبيب حال البدء في الصيام والشعور بأي تغير.
وفقاً لموقع breastfeeding.asn.au، فإن الصيام عادة لا يؤثر في إدرار الحليب، وإن كان قد ينخفض في حالة الجفاف الشديد، والسبب أنه عندما تقل كمية السوائل في الجسم كجزء من تأثيرات الصيام، يمكن أن تكون كمية حليب الثدي أقل قليلاً من المعتاد، وستجد الأمهات أن حليبهن في هذه المرحلة يبدو أكثر كثافة عادةً.
وفي حين أن الصيام لا يؤثر في الكمية، فإنه قد يؤثر في نوعية الحليب (الجودة الغذائية)، إذ يمكن للصيام أن يقلل من مستويات الفيتامينات والمعادن، مثل: الزنك، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، في حليب الثدي، وفقاً لموقع emc.id.
وحال قررتي الصيام، فمن المفيد أن تكوني على دراية بالأشياء التي يجب الانتباه إليها، والتي تشير إلى أن طفلك قد لا يحصل على ما يكفي من الحليب. ورغم أنها قد تختلف من طفل إلى آخر اعتماداً على عادات طفلك الطبيعية، فإنها قد تشمل:
قدم موقع humanmilkfoundation مجموعة من النصائح بشأن غذاء المرضع في رمضان، وطبيعة الأطعمة والمشروبات التي يجب تضمينها في وجبتي الإفطار والسحور، وهي:
الرضاعة في رمضان ليست أمراً سهلاً، ويتطلب من الأم مراعاة صحتها الجسدية من خلال تناول أطعمة مفيدة ومغذية. لذا، نصح موقع "mammas.org.uk" المرضعات اللاتي يقررن الصيام في رمضان، بما يلي: