مرض السكري الكاذب، المعروف أيضًا بالسكر الخفي، هو حالة نادرة تتميز بأعراض مشابهة لمرض السكري، مثل التبول المتكرر والشعور بالعطش الشديد، لكنها لا ترتبط بالأنواع الشائعة من مرض السكري، سواء النوع الأول أو النوع الثاني.
مرض السكري الكاذب يؤثر على حوالي شخص واحد من كل 25,000 شخص، وعادةً ما يكون البالغون هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، على الرغم من أنه يمكن أن يصيب أي شخص بغض النظر عن العمر.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يتطور مرض السكري الكاذب أثناء الحمل، والمعروف باسم "سكري الحمل الكاذب".
مرض السكري الكاذب هو اضطراب نادر يؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاج البول. في حين أن الشخص العادي ينتج ما بين 1 إلى 3 لترات من البول يوميًا، يمكن للأشخاص المصابين بهذا المرض أن ينتجوا ما يصل إلى 20 لترًا من البول يوميًا.
وأوضحت هيئة المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة أن مرض السكري الكاذب ليس هو نفسه مرض السكري، على الرغم من أن كلا الحالتين يمكن أن تتسبب في زيادة العطش، وتناول كميات كبيرة من السوائل، والتبول المتكرر، إلا أنهما ليستا مرتبطتين بشكل طبي.
وأوضحت الهئية أنه في مرض السكري يكون مستوى الجلوكوز في الدم أو "سكر الدم" مرتفعًا جدًّا، وفي هذه الحالة تحاول الكلية إزالة الجلوكوز الزائد عن طريق تمريره في البول.
بينما في مرض السكري الكاذب، تكون مستويات الجلوكوز في الدم طبيعية، ولكن لا تستطيع الكليتان تركيز البول بشكل صحيح، مما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من البول من دون وجود ارتفاع في مستويات الجلوكوز في الدم.
ويصيب مرض السكري الكاذب الأشخاص من جميع الأعمار، ولكن هناك عوامل تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لتطور هذه الحالة، وتشمل:
هناك نوعان رئيسان من مرض السكري الكاذب AVP، هما:
1- نقص الأرجينين فاسوبريسين (AVP-D)
نقص الأرجينين فاسوبريسين (AVP-D) هو حالة تحدث عندما يكون هناك نقص في هرمون الأرجينين فاسوبريسين (AVP) في الجسم، مما يؤثر في قدرة الجسم على تنظيم إنتاج البول، وهو النوع الأكثر شيوعًا من مرض السكري الكاذب.
يمكن أن يكون سببه تلفاً في منطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية، على سبيل المثال بعد الإصابة بعدوى أو عملية جراحية أو ورم في المخ أو إصابة في الرأس.
2- مقاومة الأرجينين للفازوبريسين (AVP-R)
تحدث مقاومة الأرجينين فاسوبريسين (AVP-R) عندما يكون هناك ما يكفي من AVP في الجسم، ولكن الكلى تفشل في الاستجابة له، ويمكن أن يكون سببه تلف الكلى، أو في بعض الحالات قد يكون موروثًا كمشكلة بحد ذاتها.
بعض الأدوية قد تسبب AVP-R، خاصة الليثيوم المستخدم للمساعدة على استقرار الحالة المزاجية لدى بعض الأشخاص الذين يعانون حالات صحية عقلية معينة، مثل الاضطراب ثنائي القطب.
اقرأ أيضا: ابتكار جديد ينهي معاناة مرضى السكري مع حقن الإنسولين
رأت هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة أن أهم أعراض السكري الكاذب تتمثل في:
بينما تشمل أعراض مرض السكري الكاذب عند الأطفال ما يلي:
وتسبب الأعراض السابقة بعض الآثار الجانبية لهذه الحالة النادرة، ومن أبرز مضاعفات السكري الكاذب الجفاف وعدم توازن الكهارل.
وشرح الموقع: إذا كنت مصابًا بمرض السكري الكاذب، فسيجد جسمك صعوبة في الاحتفاظ بكمية كافية من الماء، حتى لو كنت تشرب السوائل باستمرار، مما يؤدي إلى الجفاف ونقص حاد في الماء في الجسم، والشعور بهذه الأعراض:
أيضًا يسبب مرض السكري الكاذب خللًا في المحلول الكهربائي (توازن الإلكتروليت)، والأخيرة معادن موجودة في الدم ولها شحنة كهربائية صغيرة، مثل الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم والكلور والمغنيسيوم والبيكربونات.
يحدث مرض السكري الكاذب بسبب مشاكل في هرمون أرجينين فاسوبريسين (AVP)، ويسمى أيضًا الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH).
ويلعب AVP دورًا رئيسًا في تنظيم كمية السوائل في الجسم، وهذا الهرمون يتم إنتاجه عن طريق خلايا عصبية متخصصة في جزء من الدماغ يعرف باسم منطقة ما تحت المهاد.
يمر AVP من منطقة ما تحت المهاد إلى الغدة النخامية، حيث يتم تخزينه إلى حين الحاجة إليه، وتطلق الغدة النخامية الهرمون عندما تصبح كمية الماء في الجسم منخفضة جدًّا.
وهذا الهرمون يساعد على الاحتفاظ بالمياه في الجسم عن طريق تقليل كمية الماء المفقودة عبر الكلى؛ مما يجعل الكلى تنتج بولًا أكثر تركيزًا.
في معظم حالات مرض السكري الكاذب، يعني نقص إنتاج AVP أن الكلى لا تستطيع إنتاج كمية كافية من البول المركز، ويتم إخراج الكثير من الماء من الجسم، وهذا ما يسمى نقص AVP (مرض السكري الكاذب).
في حالات نادرة، لا تستجيب الكلى لهذا الهرمون، مما يسبب شكلاً محددًا من مرض السكري الكاذب يسمى مقاومة AVP (المعروف سابقًا باسم مرض السكري الكاذب الكلوي).
اقرأ أيضا: حقيقة ارتباط كثرة تناول السكر بالإصابة بمرض السكري
أوضح موقع Cleveland clinic أن السكري الكاذب يمكن أن يكون مزمنًا (مدى الحياة) أو حالة مؤقتة، سواء كانت معتدلة أو شديدة؛ اعتمادًا على سبب الإصابة بالمرض.
وإذا كانت الحالة دائمة، فعادةً ما تُعَالَج بسهولة بالأدوية، إذ يعيش المصابون بالسكري الكاذب المركزي تقريبًا حياة صحية كاملة، بينما المصابون بداء السكري الكاذب الكلوي المنشأ، فإنهم يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية نسبيًا إذا تلقوا الرعاية الطبية المناسبة، وأداروا حالتهم بشكل جيد.
يجري الطبيب المختص فحصًا جسديًّا، ويطرح على المريض أسئلة حول تاريخه الصحي، بما في ذلك صحة عائلته، ووفقًا لموقع NIH تشمل الاختبارات والإجراءات الأخرى:
- تحليل البول: يمكن أن يُظهر تحليل البول ما إذا كان البول مخففًا جدًّا أو مائيًّا، ويمكنه أيضًا إظهار ما إذا كان مستوى الجلوكوز في الدم مرتفعًا جدًّا.
- اختبارات الدم: يمكن لاختبار الدم قياس مستويات الصوديوم وكمية مواد معينة في الدم، مما يساعد على تشخيص مرض السكري الكاذب، وفي بعض الحالات، تحديد نوعه.
- اختبار الحرمان من الماء: يتضمن عدم تناول أي سوائل لبضع ساعات، مع قياس كمية البول المنتجة، والتحقق من وزنك، ومراقبة التغيرات في الوزن وتحليل البول والدم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم المغناطيس وموجات الراديو لالتقاط صور لأنسجة دماغك للبحث عن الأضرار التي لحقت بمنطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية، والتي يمكن أن تسبب مرض السكري الكاذب.
- اختبارات التحفيز: خلال هذه الاختبارات، يتم إعطاؤك محلولًا وريديًّا يحفز جسمك على إنتاج الفازوبريسين، ثم يقيس الطبيب مستوى الكوبيبتين في الدم، وتشير النتائج إلى ما إذا كنت مصابًا بمرض السكري الكاذب أو حالة مختلفة تسمى العطاش الأولي، والتي يمكن أن تجعلك تشرب الكثير من السوائل.
وفقًا لموقع nhs.uk، فإن علاجات السكري الكاذب تهدف إلى تقليل كمية البول التي ينتجها جسمك، واعتمادًا على نوع المرض هناك طرق لعلاج حالتك والسيطرة على الأعراض، ومنها:
1- نقص الأرجينين فاسوبريسين (AVP-D)
قد لا يتطلب النقص الخفيف في فاسوبريسين الأرجينين (AVP-D) أي علاج طبي، ويقصد الحالات التي تنتج 3 إلى 4 لترات من البول على مدار 24 ساعة.
وفي هذه الحالة، قد تتمكن من تخفيف الأعراض عن طريق زيادة كمية الماء التي تشربها لتجنب الجفاف، وقد ينصح طبيبك بشرب كمية معينة من الماء يوميًّا، عادة ما لا يقل عن 2.5 لتر.
لكن إذا كنت تعاني مرض AVP-D الأكثر شدة، فقد لا يكون شرب الماء كافيًا للسيطرة على الأعراض، وقد يصف طبيبك العام أو أخصائي الغدد الصماء علاجًا يحل محل AVP، المعروف باسم ديزموبريسين.
2- مقاومة الأرجينين للفازوبريسين (AVP-R)
إذا كانت لديك مقاومة للأرجينين فاسوبريسين (AVP-R)، فقد يقترح طبيبك تناول دواء الديزموبريسين، مع شرب الكثير من الماء لتجنب الجفاف.
السكري الكاذب وعلاقته بنظام الغذاء اليومي من ضمن الموضوعات التي يكثر البحث عنها في هذه الجزئية، إذ من المهم تقليل كمية الملح والبروتين في النظام الغذائي لمريض مقاومة الأرجينين للفازوبريسين؛ مما يساعد كليتيك على إنتاج كميات أقل من البول.
وهذا قد يعني تناول كميات أقل من الملح والأغذية الغنية بالبروتين، مثل الأطعمة المصنعة واللحوم والبيض والمكسرات.