أعلن باحثون في الصين عن إنجاز طبي رائد يحدث للمرة الأولى في العالم بعد علاج مريض من السكري باستخدام تقنية العلاج بالخلايا المبتكرة.
كان المريض (59 عامًا) يعاني مرض السكري من النوع الثاني لمدة 25 عامًا، وفقد تقريبًا جميع وظائف هذه الخلايا الجزيرية، وكان معرضًا لخطر كبير للإصابة بمضاعفات خطيرة، ما يتطلب حقن الأنسولين يوميًا لتجنب غيبوبة السكري.
وخضع المريض، الذي لم يكشف عن اسمه، لعملية زرع خلايا مبتكرة في عام 2021، وبحلول العام التالي بات بإمكانه الاستغناء تماما عن الأدوية، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة South China Morning Post (SCMP).
تم نشر هذا الإنجاز الطبي، الذي حققه فريق من الأطباء والباحثين من مستشفى شنغهاي تشانغ تشنغ، ومركز التميز في علوم الخلايا الجزيئية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، ومستشفى رينجي، في مجلة Cell Discovery في 30 أبريل الماضي.
وقال يين هاو، الباحث البارز في مستشفى شنغهاي تشانغ تشنغ، لصحيفة "ذا بيبر" هذا الشهر: "لقد كان المريض معرضًا لخطر كبير للإصابة بمضاعفات خطيرة نتيجة السكري".
يتضمن هذا الإجراء التجريبي لعلاج مرض السكري بالخلايا المبتكرة إنشاء نسخة صناعية من الخلايا المنتجة للأنسولين الموجودة في البنكرياس، والتي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
وبعد إجراء عملية زرع الخلايا في يوليو 2021، أصبح المريض خاليًا من الأنسولين الخارجي خلال 11 أسبوعًا فقط، كما خُفِّضَت جرعة الدواء عن طريق الفم تدريجيًا، حتى توقفها تمامًا بعد عام.
وقال يين هاو: أظهرت فحوصات المتابعة أن وظيفة البنكرياس لدى المريض قد اُسْتُعِيدَت بشكل فعال"، مشيرة إلى أنه أصبح الآن لا يستخدم الأنسولين منذ 33 شهرًا.
وللوصول إلى هذا الإنجاز، استخدم الفريق البحثي خلايا الدم وحيدة النواة المحيطية الخاصة بالمريض وقام ببرمجتها، وتحويلها إلى "خلايا بذرية" أعادت تكوين أنسجة جزيرة البنكرياس في بيئة صناعية.
وأكد يين أن هذا الإنجاز يمثل تقدمًا كبيرًا في مجال الطب التجديدي الناشئ، حيث يتم تسخير قدرات الجسم على التجدد لعلاج الأمراض، مضيفا: لقد نضجت التكنولوجيا لدينا ودفعت الحدود في مجال الطب التجديدي لعلاج مرض السكري.
وتواجه الصين، موطن أكبر عدد من مرضى السكري في جميع أنحاء العالم، عبئًا كبيرًا على الرعاية الصحية.
ووفقًا للاتحاد الدولي للسكري، يعاني 140 مليون شخص في الصين من مرض السكري، ويعتمد 40 مليوناً منهم على حقن الأنسولين مدى الحياة، لذا يمكن لهذا العلاج بالخلايا الجديد أن يخفف إلى حد بعيد من عبء الرعاية الصحية.