النوم

كيف يؤثر النوم الجيد على الذكريات المزعجة؟ دراسة حديثة تجيب

صحة ورشاقة
فريق التحرير
3 يناير 2025,8:30 م

توصلت دراسة حديثة إلى أن النوم الجيد، وخصوصًا خلال مرحلة "نوم حركة العين السريعة" (REM)، له دور حاسم في الحد من تداعيات الذكريات المؤلمة.

وقد أظهرت نتائج الدراسة أن النوم يعزز قدرة الدماغ على التحكم في استرجاع الذكريات السلبية، مما يسهم في تحسين الصحة النفسية وتقليل تأثير الاضطرابات مثل القلق والاكتئاب.

الذكريات المزعجة وتأثيرها في الصحة النفسية

تُعرف الذكريات المزعجة بأنها تلك اللحظات المؤلمة أو غير المرغوب فيها التي تُسْتَرْجَع بشكل غير إرادي، وتظهر فجأة في الوعي، مما يثير مشاعر القلق والحزن؛ قد تكون هذه الذكريات مرتبطة بتجارب صادمة أو مواقف حزينة.

وفي الحالات الشديدة، خصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة، يمكن أن تصبح هذه الذكريات متكررة ومؤلمة، مما ينعكس سلبًا على صحتهم النفسية، ويؤثر في حياتهم اليومية.

دراسة باستخدام التصوير العصبي لفحص تأثير النوم

قام الباحثون في جامعة "إيست أنجليا" بدراسة تأثير النوم على الذكريات المزعجة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمراقبة نشاط الدماغ لدى 85 مشاركًا بالغًا.

وقُسِّم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى نالت قسطًا من النوم المريح، بينما بقيت الثانية مستيقظة طوال الليل. وكان الهدف من التجربة هو قياس تأثير النوم على قدرة الدماغ على قمع الذكريات السلبية.

أخبار ذات صلة

صراع الساعات.. من يحتاج إلى النوم أكثر النساء أم الرجال؟

تأثير نوم حركة العين السريعة على الدماغ

أظهرت النتائج أن المجموعة التي حصلت على قسط كافٍ من النوم أظهرت نشاطًا أكبر في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم الأفكار والعواطف.

وكان هذا النشاط أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين قضوا وقتًا أطول في مرحلة "نوم حركة العين السريعة".

وهذه المرحلة تتميز بحركات سريعة للعينين ونشاط دماغي يشبه اليقظة، وتحدث عادة بعد 90 دقيقة من النوم، وتزداد مدة هذه المرحلة مع تقدم الليل.

نوم حركة العين السريعة يعزز التحكم في الذكريات السلبية

أوضح الباحثون أن مرحلة "نوم حركة العين السريعة" تؤدي دورًا أساسيًا في ترسيخ الذكريات وتجديد الخلايا العصبية ومعالجة المشاعر، مما يساهم في تنظيم الأحاسيس العاطفية.

وخلال هذه المرحلة، يعيد الدماغ آلية التحكم التي تمنع الذكريات السلبية من الظهور في الوعي.

أما في حالة الحرمان من النوم، فقد تبين أن الدماغ يعجز عن تفعيل هذه الآلية، مما يؤدي إلى زيادة تداعي الأفكار غير المرغوب فيها.

تطبيقات عملية في علاج اضطرابات الصحة النفسية

تفتح نتائج هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين النوم والصحة النفسية، كما تشير إلى إمكانيات تطوير علاجات تستهدف تحسين نوعية النوم، وخاصةً مرحلة "نوم حركة العين السريعة"، كجزء من استراتيجيات علاجية لاضطرابات مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

ويمكن أيضًا أن تساهم هذه النتائج في تطوير استراتيجيات وقائية لتعزيز النوم الصحي، وتقليل تأثير الذكريات السلبية المتكررة على الصحة النفسية.

أخبار ذات صلة

أشهر 10 كوابيس.. إشارات نفسية من عالم النوم إلى الواقع

google-banner
foochia-logo