كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة لندن عن أضرار التدخين بصورة أوسع من التقديرات السابقة، مشيرة إلى أن كل سيجارة تدخن تقصر من عمر الإنسان بمعدل 20 دقيقة، أي ضعف الرقم الذي كان يُعتقد سابقًا.
ووفقًا للدراسة، التي نشرت نتائجها صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن علبة السجائر التي تحتوي على 20 سيجارة يمكن أن تُفقد المدخن سبع ساعات من عمره في المتوسط.
تشير الدراسة إلى أن المدخنين يخسرون حوالي عقد من الزمان من أعمارهم في المتوسط، وتؤكد أن التدخين لا يؤثر فقط على السنوات الأخيرة من الحياة، بل يقلل أيضًا من السنوات الصحية التي يعيشها الإنسان في منتصف العمر.
وصرحت الدكتورة سارة جاكسون، الباحثة الرئيسية في مجموعة أبحاث الكحول والتبغ بجامعة لندن، قائلة: يعرف الناس عمومًا أن التدخين ضار، لكنهم يميلون إلى التقليل من تقدير مدى الضرر. التدخين يعجل ببداية الأمراض المزمنة ويؤثر على الصحة بشكل مباشر.
وأشارت الدراسة إلى أن المدخنين الذين يقلعون عن التدخين في الأول من يناير، يمكنهم منع فقدان يوم كامل من الحياة في الثامن من يناير، وزيادة متوسط العمر المتوقع بأسبوع إذا أقلعوا بحلول فبراير، وشهر كامل إذا توقفوا عن التدخين حتى أغسطس. وبنهاية العام، يمكنهم تجنب فقدان 50 يومًا من حياتهم.
كما أظهرت البيانات أن التدخين يسبب حوالي 80 ألف حالة وفاة سنويًا في المملكة المتحدة، ويعتبر مسؤولًا عن ربع وفيات السرطان في إنجلترا.
رغم أن بعض المدخنين يعيشون لفترة طويلة، فإن آخرين يصابون بأمراض قاتلة في وقت مبكر، حتى في الأربعينيات من أعمارهم. ويعود هذا التفاوت إلى اختلاف عادات التدخين، مثل عدد السجائر المستهلكة يوميًا، وعمق الاستنشاق، وأنواع السجائر المستخدمة.
وأكد الباحثون المشاركون في الدراسة، أنه لا يوجد مستوى آمن للتدخين، مشددين على أهمية الإقلاع التام للحصول على الفوائد الصحية الكاملة.
وذكرت الدراسة أن خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ينخفض بنحو 50% فقط عند المدخنين الذين يستهلكون سيجارة واحدة يوميًا مقارنة بمن يدخنون علبة كاملة.
وكتب الباحثون: الإقلاع عن التدخين مفيد في أي مرحلة عمرية، لكن الإقلاع مبكرًا يمنح فرصة لحياة أطول وأكثر صحة.
حثت وزارة الصحة المدخنين على الإقلاع عن التدخين بحلول عام 2025، مشيرة إلى الموارد المتاحة مثل تطبيق NHS Quit Smoking وخطة الإقلاع الشخصية عبر الإنترنت، التي تقدم نصائح مصممة وفقًا لاحتياجات الفرد.
وأكد البروفيسور سانجاي أجراوال، المستشار الخاص في مجال التبغ في الكلية الملكية للأطباء: كل سيجارة تُفقد دقائق ثمينة من الحياة. التأثير التراكمي مدمر، ليس فقط على الأفراد، ولكن على نظام الرعاية الصحية والاقتصاد أيضًا.