بينما يتطلع بعض الأشخاص إلى اللقاء بالأحباء أو الأهل والأصدقاء في العطلات، يعاني البعض الآخر من مشاعر الوحدة، والحزن، والقلق.
إنها مفارقة غريبة، في العطلات والمناسبات والإجازات، والتي تكون مصدر راحة للبعض ولآخرين قد تتحول إلى مصدر للضغط النفسي والكآبة.
هذا الشعور، الذي يُعرف بـ "كآبة العطلة" أو اكتئاب العطل، ليس مجرد شعور عابر بالضيق، بل هو تجربة حقيقية تؤثر على حياة الكثيرين خلال فترة العطلات، خصوصًا المرتبطة بإجازة طويلة أو أعياد أو مناسبات.
ويعتبر فهم الأسباب وكيفية التعامل مع هذه الكآبة، يساعد على تحويل فترة العطلة لمناسبة حقيقية للراحة والفرح، بدلًا من أن تكون مصدرًا للألم والمعاناة.
اكتئاب العطل هو مجموعة من المشاعر السلبية التي قد تنتاب الشخص خلال فترة العطلة سواء المرتبطة بالأعياد أو الإجازات السنوية للأفراد.
تتراوح هذه المشاعر بين الحزن الخفيف، والشعور بالوحدة، وفقدان الدافعية، وصولًا إلى الإحساس بالإرهاق والاكتئاب.
وقد يشعر الشخص بأن هذه الفترة، التي من المفترض أن تكون مليئة بالفرح، تثير لديه مشاعر سلبية غير مبررة.
في ضوء ذلك تقول الدكتورة آنا كوستاكيس، مديرة تدريب الإقامة في الطب النفسي في مستشفى جامعة نورثويل ستاتن آيلاند بنيويورك: اكتئاب العطل عبارة عن مشاعر الحزن والعزلة وانخفاض الطاقة أو الدافعية، أو الشعور بعدم الارتياح خلال العطلات.
ويؤثر الاكتئاب وفقًا للدكتورة آنا على الحالة النفسية للأفراد، والتي عادة ما تكون مؤقتة ومحصورة في فترة العطل والمناسبات.
تتعدد الأسباب التي تساهم في ظهور كآبة العطلة، ومن أبرزها:
غالبًا ما يحمل الأشخاص توقعات مثالية عن العطلة، فيتخيلون لقاءات عائلية دافئة، وأجواء احتفالية. لكن الواقع قد يكون مختلفًا؛ ما يؤدي إلى الشعور بالإحباط وخيبة الأمل.
تتطلب فترة العطلة حضور العديد من المناسبات الاجتماعية؛ ما قد يرهق الشخص ويشعره بالضغط.
وقد يثير قضاء وقت طويل مع العائلة بعض التوترات والخلافات، خاصة مع وجود وجهات نظر مختلفة.
تعتبر العطلة والمناسبات فترة للتأمل الذاتي؛ ما قد يجعل الشخص يشعر بالحزن إذا كان هناك جوانب في حياته لا تسير كما يشتهي.
قد يشعر البعض بالوحدة والعزلة إذا كانوا بعيدين عن عائلاتهم وأصدقائهم، أو إذا كانوا يعانون من فقدان شخص عزيز.
قد يؤدي تغيير الروتين اليومي، مثل قلة النوم وتناول الأطعمة الغنية بالدهون، إلى الشعور بالضيق وسرعة الانفعال.
إليك بعض النصائح للتعامل مع اكتئاب العطلة:
من المهم أن تتعلم قول "لا" لبعض الدعوات والالتزامات، وأن تحدد أولوياتك خلال هذه الفترة.
حاول قدر الإمكان الحفاظ على نظامك الغذائي، وممارسة الرياضة، والنوم بشكل كافٍ.
لا تتردد في التحدث مع صديق مقرب أو أحد أفراد عائلتك عما تشعر به.
قد يؤدي قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مقارنة حياتك بحياة الآخرين؛ ما يزيد من شعورك بالضيق.
كن واقعيًا بشأن ما يمكنك تحقيقه خلال فترة العطل، ولا تضغط على نفسك لتحقيق الكمال.
خطط لأنشطة ممتعة ومريحة بفترة العطلات، حتى يكون لديك شيء تتطلع إليه.
العطلة هي فرصة للراحة والاستجمام، لنعيد طاقتنا ونستعد لمواجهة تحديات جديدة.
وهي وقت للابتعاد عن ضغوط العمل والحياة اليومية، والتفرغ للاستمتاع بلحظات بسيطة. فلا تجعل كآبة العطلة تؤثر عليك واستغلها جيدًا.