إنّ رحلة الحمل تفيض بالفرح والترقّب، لكنها أيضًا تأتي بتحديات صحية ونفسية تستدعي العناية الخاصة.
الأم تتطلع إلى أن تمرّ هذه الأشهر التسعة في صحة وسلامة، لنفسها ولطفلها، ولهذا يقدّم خبراء الصحة مجموعة من النصائح التي تُساعدها في ذلك، بدءًا من التحضيرات الطبية إلى العناية النفسية، كلها خطوات تدعم تجربة أمومة مريحة وآمنة.
في هذا المقال، نقدم لك نصائح مهمة تساعدك على الاستعداد نفسيًا لرحلة حمل ممتعة، لتكوني جاهزة تمامًا للانطلاق في هذه المغامرة:
عندما يتعلق الأمر بصحة الأم والجنين، من الأفضل المبادرة. قد يكون من الحكمة ترتيب استشارة مع طبيب النساء قبل الحمل لمناقشة الحالات الصحية المحتملة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، والتي قد تؤدي إلى مخاطر خلال الحمل مثل تسمم الحمل أو الولادة المبكرة.
التعامل المسبق مع هذه الحالات يحد من تأثيرها على الأم والجنين، ويضمن رحلة حمل أكثر سلاسة.
من المهم أن تكوني على ثقة تامة بطبيبك، إذ سيكون شريكًا في رحلتك الصحية خلال الحمل؛ فالقرارات الطارئة قد تكون مصيرية، لذلك يُنصح بالبحث عن طبيب أو قابلة تجعل الأم تشعر بالراحة والدعم، ويُفضل أن تتبادل الحديث مع عدة مختصين قبل أن تقرر اختيار الطبيب المناسب.
تُساعد الصداقات الجديدة مع أمهات حوامل أو أمهات خضن التجربة حديثًا في تعزيز مشاعر الدعم والتفاهم؛ إذ تصبح الأم على دراية بمشاعر مشتركة وتحديات متشابهة.
في بعض الأحيان، قد تكون فترة الحمل تجربة منعزلة. لذا، يشجّع المتخصصون على إقامة روابط مع أمهات أخريات للحصول على الدعم الذي سيفيد في فترة الحمل وما بعدها.
تناول الفيتامينات قبل الولادة له دور رئيس في دعم صحة الأم والجنين. فاحتياجات الجسم من المعادن والفيتامينات تزيد خلال الحمل لتلبية متطلبات نمو الجنين.
وأهم هذه الفيتامينات هو حمض الفوليك الذي يقلل من مخاطر التشوهات الخلقية في الجهاز العصبي للجنين بنسبة تصل إلى 70%.
يُوصى بتناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا قبل الحمل، ويظل تناول الفيتامينات مهمًا طيلة فترة الحمل لضمان حصول الجنين على احتياجاته الغذائية.
الحمل يُغير من الجسم بطرق متعددة، وقد تشعر الأم بأعراض غير مألوفة.
ينصح الخبراء بضرورة الإنصات إلى إشارات الجسد، فإذا شعرت الأم بشيء غير طبيعي، فعليها التحدث مع طبيبها فورًا.
قد تكون حركة الجنين مقياسًا رئيساً للأمان، لذا ينبغي على الأم مراقبتها والتأكد من تحقّق 10 حركات في ساعة واحدة؛ وإذا شعرت بتراجع في الحركات، يُستحسن مراجعة المستشفى فورًا.
لا تقل الصحة النفسية أهمية عن الجسدية خلال الحمل. قد تظهر اضطرابات القلق أو الاكتئاب لدى بعض الأمهات، ويشدد المختصون على ضرورة التعرف على الأعراض والحصول على المساعدة اللازمة.
من المهم البحث عن الدعم من طبيب مختص أو حتى أصدقاء مقربين، فالصحة النفسية الجيدة تُهيّئ الأم لتجربة أمومة مريحة.
يمكن للعلاج النفسي خلال الحمل أن يكون دعمًا عظيمًا للأم، خاصة إذا كان لديها مخاوف أو شعور بالقلق بشأن الأمومة.
في بعض الأحيان، قد تُثار مشاعر قديمة أو تجارب مؤلمة مع بداية مرحلة الأمومة. يمكن للعلاج النفسي أن يكون جزءاً من خطة وقائية تُهيّئ الأم لتخطي أي عقبات نفسية قد تواجهها بعد الولادة.
تُعد الرياضة أداة قوية لتحسين صحة الأم خلال الحمل؛ إذ يُنصح بممارسة تمارين مثل اليوغا والمشي والسباحة، أو حتى التمارين البسيطة كركوب الدراجة الثابتة.
من بين الفوائد الكثيرة للرياضة تحسين الدورة الدموية، وتقوية العضلات، وتخفيف آلام الظهر، بالإضافة إلى دعم الصحة النفسية وتقليل مخاطر الاكتئاب، خصوصًا عندما تتم ممارسة الرياضة في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس للحصول على فيتامين "د" الطبيعي.
تعد هذه النصائح وسيلة لحماية الأم وصحة طفلها المنتظر، وتهيئتها لمرحلة الأمومة بحيوية وسلامة.