تُعد اليوغا من أقدم الممارسات التي تجمع بين الجسد والعقل، وتعود جذورها إلى الهند القديمة حيث كانت تستخدم لتحقيق النمو الروحي والتوازن الداخلي.
اليوم، أصبحت اليوغا أحد أهم الأنشطة التي يمارسها ملايين الأشخاص حول العالم؛ لما لها من فوائد صحية وعقلية معترف بها علميًا.
سنستعرض في هذا المقال أبرز 12 فائدة لليوغا تدعمها الأبحاث العلمية، والتي من شأنها تحسين جوانب متعددة من حياتنا.
يعد تحسين المرونة من أبرز فوائد اليوغا، حيث تساعد الحركات المتنوعة على تمدد العضلات، لتعزيز مرونة الجسم وتوازنه. تشير الدراسات إلى أن اليوغا مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عاماً، حيث تساعد في تأخير فقدان المرونة المرتبط بالتقدم في السن.
يعد التوتر أحد أبرز المشكلات الصحية في العصر الحديث، ووفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي، فإن 84% من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من تأثيرات التوتر المستمر. تساعد اليوغا على التخفيف من التوتر من خلال الجمع بين التمرين البدني، وتقنيات التنفس، والتأمل؛ ما يؤدي إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة.
أثبتت الدراسات أن اليوغا يمكن أن تكون علاجًا فعالًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب والقلق. أظهرت دراسة واسعة النطاق في العام 2017 أن ممارسة اليوغا تقلل بشكل كبير من أعراض الاكتئاب، حيث تجمع اليوغا بين الحركة والتأمل لتحفيز التوازن العقلي والنفسي.
على الرغم من أن اليوغا معروفة بتركيزها على المرونة، إلا أن العديد من أساليب اليوغا تساهم أيضًا في تقوية الجسم. تمثل بعض الأساليب مثل "أسنا" تمارين بناء للقوة، إذ تساهم في تقوية العضلات وتعمل على تحفيز جميع أجزاء الجسم.
تشير الأبحاث إلى أن اليوغا قد تكون فعّالة في علاج اضطرابات القلق، حيث ثبت أن تقنيات التأمل والتنفس العميق المدمجة في ممارسات اليوغا تقلل بشكل ملحوظ من مشاعر القلق والتوتر.
تؤثر جودة الحياة في العديد من جوانبها مثل العلاقات الاجتماعية والصحة البدنية والنفسية. أظهرت دراسة العام 2019 أن ممارسة اليوغا تسهم في تحسين جودة الحياة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة أو أمراض مزمنة، حيث تساعدهم اليوغا على التعامل مع الألم وتحقيق الراحة النفسية.
يساهم التوتر المزمن في إضعاف جهاز المناعة؛ ما يزيد من قابلية الجسم للإصابة بالأمراض. تشير الدراسات إلى أن اليوغا، من خلال تقنيات التنفس العميق والتأمل، تساعد في تعزيز قدرة الجسم على محاربة الالتهابات وتقوية المناعة.
تمثل تقنيات التنفس مثل "براناياما" جزءًا مهمًا من ممارسة اليوغا، وقد أظهرت الدراسات أن التنفس المتحكم فيه، يعزز من صحة القلب والأوعية الدموية. يمكن أن تساعد تقنيات التنفس هذه في تحسين الدورة الدموية وتنظيم ضربات القلب؛ ما يعود بالنفع على وظائف القلب.
يعاني الكثيرون من مشاكل في النوم، سواء في صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر. تساعد اليوغا على تحسين نوعية النوم من خلال تهدئة العقل والتقليل من مستويات التوتر؛ ما يجعل الشخص ينام بشكل أسرع وأعمق.
تُعتبر اليوغا مفيدة في تعزيز الصورة الذاتية والثقة بالنفس، خصوصًا لدى الشباب والمراهقين الذين يعانون من مشاكل في تقبل أنفسهم. تشير الدراسات إلى أن اليوغا قد تساعد في تحسين الصورة الجسمية والنفسية؛ ما يعزز من شعور الشخص بالراحة مع نفسه.
في عالم اليوم، يضطر الكثيرون إلى الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات؛ ما يؤدي إلى مشكلات في وضعية الجسم والآلام المزمنة. تشير الأبحاث إلى أن اليوغا تساعد في تحسين الثبات الجسدي وتعزيز الوضعية الصحيحة من خلال تقوية عضلات الظهر وتحفيز مراكز الدماغ المسؤولة عن التنسيق الحركي.
الإرهاق النفسي أصبح مشكلة شائعة في عصرنا الحديث، خصوصًا بعد جائحة كورونا. تشير الدراسات إلى أن ممارسة اليوغا بانتظام يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض الإرهاق النفسي عن طريق تعزيز الوعي الجسدي والعقلي؛ ما يساعد على تجديد الطاقة وتحقيق التوازن الداخلي.
وختامًا، تظهر الأبحاث العلمية أن لليوغا فوائد عديدة تشمل تحسين المرونة، تقوية الجسم، تعزيز الصحة النفسية، والعديد من الفوائد الأخرى التي تؤثر بشكل إيجابي على جودة حياتنا. لذا، إذا كنت تبحث عن وسيلة لتحسين صحتك البدنية والنفسية، فإن اليوغا قد تكون الخيار الأمثل لك.