لا تقتصر تأثيرات المشاعر القوية على النفس فحسب، بل قد تمتد إلى الجسد، لتصيب القلب نفسه بحالة مرضية تحمل اسم متلازمة القلب المكسور.
هذه الحالة، التي أشار إليها تقرير صادر عن مايو كلينك، يمكن أن تنشأ نتيجة التعرض لضغط نفسي أو عاطفي شديد، مثل فقدان شخص عزيز، أو صدمة مفاجئة، أو حتى إجراء طبي معقد.
ورغم أن الأعراض تشبه إلى حد كبير النوبة القلبية، إلا أن هذه المتلازمة تختلف عنها في آليتها وتأثيرها على القلب.
عندما يتعرض الجسم لصدمة نفسية مفاجئة، يفرز الدماغ كميات كبيرة من هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، مما قد يؤدي إلى اضطراب مؤقت في وظيفة عضلة القلب.
في بعض الحالات، قد تتسبب هذه الهرمونات في انقباض الشرايين أو ضعف جزء معين من القلب، بينما تستمر بقية أجزائه في العمل بشكل طبيعي، وهو ما يفسر الاختلاف بين هذه المتلازمة والنوبة القلبية التي تحدث عادة بسبب انسداد تام في الشرايين.
قد يظن البعض أنهم يمرون بنوبة قلبية عند تعرضهم لألم مفاجئ في الصدر أو ضيق في التنفس بعد موقف مؤثر، إلا أن هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا على الإصابة بمتلازمة القلب المكسور.
لذلك، ينصح الأطباء بعدم تجاهل أي ألم مفاجئ في الصدر والتوجه فورًا للطوارئ، خاصة إذا ترافق مع خفقان سريع أو شعور بعدم انتظام ضربات القلب.
رغم أن أي شخص قد يصاب بهذه المتلازمة في ظروف استثنائية، فإن بعض الفئات أكثر عرضة للخطر، ومن أبرزهم:
لحسن الحظ، فإن معظم المصابين يتعافون بسرعة دون أضرار دائمة، لكن في بعض الحالات النادرة، قد تؤدي المتلازمة إلى مضاعفات مثل تراكم السوائل في الرئتين (الوذمة الرئوية)، أو اضطراب في نظم القلب، أو حتى فشل القلب.
وقد تتكرر الإصابة لدى البعض، مما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب حدوثها مجددًا.
لأن التوتر العاطفي هو المحفز الأساسي لهذه المتلازمة، فإن السيطرة عليه قد تقلل من فرص الإصابة بها. ينصح الأطباء باتباع أساليب إدارة التوتر والضغوط النفسية مثل:
فهي تعزز صحة القلب وتقلل من تأثير التوتر.
مثل التنفس العميق واليوغا، لتحسين التوازن النفسي.
سواء من العائلة أو الأصدقاء أو حتى مجموعات الدعم، لتخفيف الضغط العاطفي.
مثل حاصرات بيتا التي قد تقلل من تأثير هرمونات التوتر على القلب.
في النهاية، تذكر أن المشاعر القوية ليست مجرد لحظات عابرة، بل قد تترك أثرًا ملموسًا على صحتك القلبية. لذا، احرص على الاهتمام بصحتك النفسية بقدر ما تهتم بصحة جسدك، وامنح نفسك الوقت للشفاء من الصدمات العاطفية قبل أن تثقل كاهل قلبك بحزن لا يستطيع تحمله.