على الرغم من تنوع الخيارات الغذائية المتاحة، فإن العديد من الأطعمة، وخاصة تلك المصممة للأطفال، تحتوي على ألوان صناعية وغذائية يمكن أن تشكل تهديدًا صحيًا.
هذه الإضافات، التي تهدف إلى جعل الطعام مرغوبًا أكثر، قد ترتبط بمشاكل صحية مختلفة.
لذلك، من الضروري أن يكون الآباء على دراية بهذه المخاطر وأن يتخذوا قرارات غذائية واعية لأطفالهم.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2016 ونُشرت في مجلة الطب السريري للأطفال، والتي درست وجود الألوان الصناعية في منتجات البقالة المخصصة للأطفال في نورث كارولينا عام 2014، فإن أكثر من 40٪ من 810 منتجات تم تحليلها، تحتوي على ألوان صناعية، مع اعتبار الأحمر رقم 40 والأزرق رقم 1 والأصفر رقم 5 والأصفر رقم 6 هي الأكثر شيوعًا.
وأشار الباحثون إلى أن الحلويات والوجبات الخفيفة بنكهة الفاكهة ومخاليط المشروبات تحتوي على أعلى نسبة من هذه الألوان الصناعية.
وتقول الدكتورة سراباني موخيرجي، استشارية التغذية والحمية، بمستشفى فورتيس، أناندابور، لدروية OnlyMyHealth: على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تعتبرها آمنة بشكل عام، إلا أن المخاوف بشأن ردود الفعل التحسسية المحتملة والآثار الصحية طويلة المدى أدت إلى زيادة الحذر.
وتابعت الدكتورة سراباني، أن هناك بعض الأدلة العلمية التي تربط بين الألوان الصناعية وفرط النشاط والمشاكل السلوكية عند الأطفال. ومع ذلك، فإن نتائج هذه الدراسات كانت مختلطة وغير دقيقة بشكل كامل.
إليك أبرز المخاطر المحتملة:
وجدت بعض الدراسات صلة محتملة بين بعض الأصباغ الغذائية وزيادة خطر الإصابة بالحساسية والربو لدى الأطفال.
وتقول الدكتورة سراباني: في حين أن الآثار قصيرة المدى للأصباغ الغذائية على صحة الأطفال طفيفة نسبيًا، فإن تأثيرها على المدى الطويل لا يزال موضوعًا للبحث المستمر. وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود روابط محتملة بين بعض الأصباغ الغذائية وردود الفعل التحسسية والربو.
كما أن هناك أدلة متزايدة على وجود صلة بين استهلاك الأصباغ الغذائية وظهور أو تفاقم المشكلات السلوكية، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية موجودة مسبقًا مثل ADHD.
ففي دراسة أجريت عام 2022 من قبل مكتب تقييم مخاطر الصحة البيئية في كاليفورنيا (OEHHA)، ونُشرت في مجلة الصحة البيئية، درست الصلة المحتملة بين الأصباغ الغذائية الاصطناعية والمشاكل السلوكية العصبية عند الأطفال.
ومن خلال مراجعة كل من التجارب السريرية البشرية والدراسات على الحيوانات، وجد الباحثون أدلة تشير إلى وجود صلة بين استهلاك الأصباغ الغذائية والنتائج السلوكية الضارة، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية موجودة مسبقًا.
بعض الدراسات بحسب الدكتورة ساراباني، تشير إلى أن الأصباغ الغذائية قد تؤثر على وظائف الجهاز العصبي؛ ما قد يساهم في ظهور مشاكل سلوكية ونقص الانتباه.
لذلك، يوصى عمومًا بالحد من تناول طفلك للأطعمة المصنعة التي تحتوي على أصباغ صناعية واختيار خيارات الأطعمة الكاملة الصحية.
بدلاً من اختيار الأطعمة المصنعة المليئة بالألوان الصناعية، يمكنك اختيار الأصباغ الغذائية الطبيعية المشتقة من الفواكه والخضراوات والنباتات، مثل مسحوق البنجر والكركم ومستخلص السبانخ، والتي يمكن أن توفر ألوانًا زاهية دون المخاطر المحتملة المرتبطة بالأصباغ الصناعية.
ووفقًا للدكتورة موخيرجي، تعتبر هذه البدائل الطبيعية آمنة بشكل عام وقد توفر فوائد غذائية إضافية. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن شدة واستقرار الألوان الطبيعية قد تختلف، وقد يكون لبعضها اختلافات طفيفة في النكهة.
لتقليل أو تجنب الألوان الصناعية في نظام طفلك الغذائي، ضع في اعتبارك الإرشادات التالية:
تحقق من قوائم المكونات بحثًا عن الألوان الصناعية، وغالبًا ما يتم سردها باسم "FD&C" متبوعًا برقم.
اختر الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة الطازجة، والتي تحتوي بشكل طبيعي على ألوان زاهية.
قلل من استهلاك الوجبات الخفيفة والحلويات والمشروبات المصنعة، والتي غالبًا ما تحتوي على أصباغ صناعية.
ابحث عن المنتجات الموصوفة بأنها "ملونة بشكل طبيعي" أو تلك التي تستخدم الأصباغ الغذائية الطبيعية.
إذا كانت لديك مخاوف بشأن نظام طفلك الغذائي أو الحساسية المحتملة للأصباغ الغذائية، فاستشر اختصاصي الرعاية الصحية.