في مجتمعنا، غالبًا ما يتم تلقيننا أن التعبير عن المشاعر هو دليل على الضعف، وبسبب ذلك أدت هذه القوالب النمطية للضغط علينا وكبت مشاعرنا، وخاصة في العلاقات العاطفية.
ولكن، هل هذه النظرة صحيحة؟ وما هي الآثار السلبية لكبت المشاعر على العلاقات بين الشركاء؟"
عواقب وخيمة لكبت المشاعر بين الشريكين
أسباب كبت المشاعر عديدة وفق الدكتور روبرت تايبي، الذي شرح في مقال على موقع psychologytoday، أن الطفولة المضطربة أو الإساءة العاطفية أو الجسدية قد تجعل الطفل عندما يكبر يتعلم أن التعبير عن المشاعر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. لذا، يلجأ إلى الصمت كآلية دفاعية.
وإليك شرح مفصل للعواقب الناتجة عن كبت المشاعر وفقًا الدكتور روبرت تايبي:
الانفجارات العاطفية
تخيل أنك تضغط على البالون شيئًا فشيئًا، كلما زاد الضغط، زاد احتمال انفجاره. هذا ما يحصل تمامًا عند كبت المشاعر، كلما حاولنا تجاهل مشاعرنا أو دفنها بداخلنا، زاد الضغط النفسي حتى يصل إلى نقطة اللاعودة، وينفجر في صورة نوبات غضب عارمة أو سلوكيات مدمرة لا يمكن السيطرة عليها.
هذه الانفجارات العاطفية تكون غالبًا غير متوقعة ومحرجة، وتؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية والعملية.
الانتقاد الذاتي
الشخص الذي يكبت مشاعره يميل إلى اتهام نفسه بكل ما يحدث حوله، حتى لو كان لا علاقة له بالأمر.
يعتقد أن كل المشاكل التي يواجهها هي نتيجة لأخطائه أو تقصيره؛ ما يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس وتقدير الذات.
هذا النوع من التفكير السلبي يجعل الشخص يشعر باليأس والعجز، ويصعب عليه تحقيق النجاح في أي مجال من مجالات حياته.
الاكتئاب والإدمان
عندما يفشل الشخص في التعامل مع مشاعره، قد يلجأ إلى مواد الإدمان مثل الكحول والمخدرات أو السلوكيات الإدمانية مثل الإفراط في تناول الطعام، كوسيلة للهروب المؤقت من الألم العاطفي.
هذه المواد والممارسات قد توفر راحة مؤقتة، ولكنها تزيد المشكلة سوءًا على المدى الطويل، وتؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية أكثر خطورة.
مشاكل صحية
الرابط بين الصحة النفسية والجسدية أقوى مما نتصور، فكبت المشاعر يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي، ويضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
العديد من الدراسات أثبتت وجود علاقة بين كبت المشاعر وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الربو والسرطان وأمراض القلب.
علاقات سطحية
الشخص الذي يكبت مشاعره يجد صعوبة في بناء علاقات حميمة وصادقة مع الآخرين.
فهو يفضل الحفاظ على مسافة آمنة بينه وبين الآخرين خوفًا من الارتباط العاطفي والتأثر بالأذى.
هذا السلوك يؤدي إلى علاقات سطحية مبنية على الثقة المتبادلة؛ ما يفقده متعة العلاقات الحقيقية.
عيش حياة غير حقيقية
عندما يعيش الشخص حياة تلبي توقعات الآخرين بدلاً من اتباع شغفه ورغباته الحقيقية، فإنه يعيش في عالم وهمي.
هذا القناع الذي يرتديه يحميه من المواجهة مع نفسه، ولكنه يسلب منه هويته الحقيقية، ويجعله يشعر بالفراغ والضياع.
باختصار، فإن كبت المشاعر هو سجن نفسي يحبس الفرد، ويمنعه من العيش حياة سعيدة ومرضية. فالتعبير عن المشاعر هو مفتاح الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية الناجحة.
ولكنه يضل اختيارًا قابلًا للتغيير. بتعلم مهارات جديدة للتواصل والتعبير عن الذات، يمكننا كسر قيود الصمت والانطلاق نحو حياة أكثر صحة وسعادة.
