كل علاقة إنسانية تواجه تحديات وصراعات، سواء كانت بين الأصدقاء، أو زملاء العمل، أو حتى بين أفراد العائلة.
التوتر والخلافات جزء طبيعي من أي علاقة، لكن السر في نجاحها يكمن في كيفية التعامل مع تلك اللحظات السلبية.
تشير الدراسات حسب موقع gottman المتخصص بالعلاقات إلى وجود نسبة سحرية تساهم في الحفاظ على استقرار العلاقة وازدهارها.
في العلاقات هناك دائمًا قواعد تساعدنا على اكتشاف نوعية العلاقة وإمكانية تحسينها والحفاظ عليها،
وفقًا لأبحاث الدكتور جون غوتمان، يكمن مفتاح العلاقات الناجحة في تحقيق توازن بين التفاعلات الإيجابية والسلبية. الرقم المثالي هو 5 إلى 1؛ أي أن كل تفاعل سلبي يحتاج إلى خمسة تفاعلات إيجابية لتعويضه وضمان استمرارية العلاقة بشكل صحي. هذه التفاعلات الإيجابية تمثل الدعم العاطفي، الإشادة، أو حتى لحظات بسيطة من التقدير المتبادل.
التفاعلات السلبية، مثل النقد، الإهمال، أو حتى الإشارات الجسدية غير الودية كالتجاهل أو التدحرج بالعينين، تمتلك تأثيرًا نفسيًا أقوى من التفاعلات الإيجابية. لهذا السبب، تتطلب كل لحظة سلبية جهودًا مضاعفة لتجاوز تأثيرها. لكن العلاقات الناجحة لا تخلو من هذه اللحظات؛ الفرق يكمن في قدرة الشريكين على إصلاح الضرر بسرعة وإعادة بناء الثقة.
لتحقيق التوازن المثالي، يمكن للشريكين العمل على تعزيز اللحظات الإيجابية في علاقتهما بطرق بسيطة لكنها فعالة، مثل:
عندما يشارك أحد الشريكين مشاعره أو مواقفه، إظهار الاهتمام من خلال الإنصات وطرح الأسئلة يعزز الشعور بالأهمية والتقدير.
عبارات الشكر البسيطة، أو لفتات صغيرة مثل تقديم المساعدة دون طلب، تسهم في بناء بيئة داعمة ومليئة بالإيجابية.
التركيز على الجوانب الإيجابية في العلاقة والشريك بدلًا من النقد الدائم. الامتنان للأفعال الصغيرة يمكن أن يخلق شعورًا دائمًا بالسعادة.
حتى في أكثر اللحظات توترًا، البحث عن نقاط الاتفاق يعزز التفاهم، ويخفف من حدة الصراع.
فهم مشاعر الطرف الآخر والتعبير عن ذلك بصدق، سواء من خلال كلمات الدعم أو الإيماءات البسيطة، يوطد العلاقة ويعزز الشعور بالأمان.
المزاح اللطيف ومشاركة الضحك يخفف من التوتر ويعيد التوازن في العلاقة، بشرط أن تكون الدعابة مناسبة، وتحترم مشاعر الآخر.
يمكن للشريكين مراقبة طبيعة تفاعلاتهما اليومية للتأكد من تحقيق التوازن. على سبيل المثال، تسجيل اللحظات الإيجابية والسلبية خلال أسبوع يمكن أن يساعد على تقييم ديناميكية العلاقة والعمل على تعزيز الجوانب التي تحتاج إلى تحسين.
وكرسالة أخيرة، فالعلاقات الناجحة تعتمد على الجهد المتبادل لبناء بيئة مليئة بالدعم والتقدير. النسبة السحرية 5 إلى 1 هي أداة فعالة للحفاظ على الاستقرار، ليس فقط في العلاقات الزوجية، ولكن في كل علاقة قائمة على الاحترام والمحبة.