الصراعات في العلاقات الزوجية أمر لا مفر منه، فهي نتاج طبيعي لتفاعل شخصيتين مختلفتين في عالم مليء بالتحديات اليومية.
وفقًا لأبحاث الدكتور جون جوتمان، المؤسس المشارك لمعهد جوتمان ومؤلف كتاب "المبادئ السبعة لإنجاح الزواج"، فإن 69% من المشكلات في العلاقات هي مشكلات غير قابلة للحل.
هذا لا يعني استحالة التعايش، بل يتطلب إدارة واعية ومهارات تساعد الشريكين على تحويل هذه التحديات إلى فرص للتفاهم والنمو.
في هذا المقال نقدم لك مجموعة من الإستراتيجيات التي شاركها د. جوتمان لإدارة المشاكل الزوجية:
يعتمد هذا المخطط على نظرية الألعاب، التي تركز على تحسين التعاون بين الأطراف. هنا، يجب أن يتاح لكل شريك الفرصة للتعبير عن وجهة نظره بوضوح وهدوء، دون مقاطعة أو محاولة للإقناع الفوري. يشدد الدكتور جوتمان على أهمية استخدام نبرة هادئة وطرح النقاط باستخدام عبارات تبدأ بـ"أنا" للتعبير عن المشاعر والحاجات بشكل إيجابي.
تركز هذه الإستراتيجية على معالجة الجروح العاطفية الناتجة عن أحداث سابقة، والتي قد تترك أثرًا نفسيًّا عميقًا. يُطلق على هذه الجروح "الإصابات العاطفية" وفقًا للدكتورة سو جونسون. لتجاوز هذه المرحلة، يجب أن يتحدث الشريكان بهدوء، مع تقبل اختلاف وجهات النظر، دون اللجوء إلى الانتقاد أو الدفاع المفرط.
المشاكل المستمرة غالبًا ما تكون متعلقة بالاختلافات الجوهرية في الشخصية أو الحاجات الأساسية لكل شريك. عندما يصل الشريكان إلى مرحلة "الحوار"، فهذا يعني تقبلهما للاختلافات وتعايشهما معها بشكل صحي، حتى وإن استمرت بعض المشاحنات البسيطة.
من المهم أن يدرك الشريكان أن الصراعات جزء لا يتجزأ من الحياة الزوجية. كما قال عالم النفس دان وايل: عندما تختار شريك حياتك، فإنك تختار مجموعة معينة من المشاكل التي لا يمكن حلها. السر يكمن في كيفية إدارة هذه الصراعات بطريقة تعزز الحب والتفاهم.