يحل عيد الأم كل عام ليحمل معه فيضاً من المشاعر، بين الامتنان، والحب، وأحياناً الحنين الجارف.
لكنه بالنسبة لمن فقدوا أمهاتهم، قد يكون يوماً مثقلاً بالشوق والفراغ، حيث تتحول التهاني إلى ذكريات، والهدايا إلى لحظات مفقودة.
إذا كنتِ تجدين هذا اليوم صعباً بسبب رحيل والدتك، فاعلمي أن الحزن لا يُلغى، لكنه يمكن أن يُحتضن بطريقة تمنحك السكينة، وتحول الذكرى إلى نور بدلاً من ألم.
لايمكن إنكار الحزن الذي تشعرين به عندما تجدين التهاني منتشرة في كل مكان وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يمكن تحويل هذا الحزن إلى فرصة لاحتفاء بذكراها، باتباع النصائح التالية:
قد تميلين إلى تجنب الحديث عن مشاعركِ أو محاولة إلهاء نفسكِ حتى لا تشعري بالحزن، لكن الإنكار قد يزيد من ثقل المشاعر المكبوتة. اسمحي لنفسكِ بالشعور بالحزن، وامنحيه مساحة دون خوف. لا بأس أن تفتقديها، ولا بأس أن تبكي، فهذا جزء من الحب الذي لا يزال نابضاً في قلبكِ.
بدلاً من ترك الغياب يطغى على اليوم، جربي تحويله إلى مناسبة للاحتفاء بوالدتكِ. يمكنكِ:
قد تشعرين برغبة في العزلة، لكن السماح لمن يحبونكِ بمشاركة لحظاتكِ قد يكون وسيلة لتخفيف وطأة الفقد. اقضي الوقت مع أشقائكِ أو عائلتكِ أو صديقاتكِ المقربات، وعبّري عما تشعرين به. قد يكون التحدث عن ذكرياتكِ معها سبباً في الشعور بالدفء بدلاً من الوحدة.
إذا كنتِ تشعرين أن غيابها ترك فراغاً لا يُملأ، حاولي ملء هذا الفراغ بمبادرات تمنحكِ شعوراً بالرضا والامتنان، مثل:
أحياناً تكون الكتابة وسيلة عميقة للتعبير عما لا يمكن قوله بصوت عالٍ. اكتبي رسالة لوالدتكِ تخبرينها فيها بكل ما تودين قوله، أو اكتبي لنفسكِ رسالة تعبرين فيها عن مشاعركِ. ستجدين أن الكلمات قد تكون نافذتكِ نحو التصالح مع الفقد، ووسيلة لمداواة القلب.
قد تشعرين بالذنب إذا وجدتِ نفسكِ قادرة على الابتسام أو الاستمتاع بلحظة سعيدة في هذا اليوم. لكن الحب لا يعني أن نعيش في الحزن الدائم، بل أن نحتفظ بذكريات من نحبهم كضوء ينير طريقنا، لا كثقل يعيق مسيرتنا.
فقدان الأم تجربة لا يمكن تجاوزها بسهولة، لكنها أيضًا دليل على حب لم ولن ينتهي. قد يكون عيد الأم مؤلماً، لكنه يمكن أن يكون أيضًا فرصة لاستعادة لحظات جميلة معها في الذاكرة، وتكريم وجودها بطرق تمنحكِ القوة والسكينة. في النهاية، الحب لا يختفي برحيل الأحبة، بل يستمر في كل ذكرى، وكل دعاء، وكل أثر تركوه في حياتنا.