header-banner
تطوير الذات

متابعة الأخبار السيئة.. هل تُؤثر في حياتنا؟

تطوير الذات
إيمان بونقطة
7 أبريل 2025,9:23 ص

في عالم اليوم، تنتشر الأخبار السيئة عبر جميع القنوات التلفزيونية، ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث لا يمكن الهروب من سماع المزيد من الأحداث الحزينة والحروب والضروف الصعبة التي تمر بها البشرية.

ورغم أن ذلك ليس بحديث ولا مؤقتا، فإن بعض الأشخاص يقضون معظم وقت تصفحهم في معرفة الأخبار المزعجة منها أكثر من الجميلة، فقنوات الأخبار لا تنقل الأخبار الجميلة بقدر إظهارها للأحداث المزعجة.

فهل متابعة هذه الأخبار ضروري لمعرفة ما يحدث حول العالم، أو أنها مجرد سبب لانتكاس نفسيتك وشعورك بالإحباط والحزن وفقدان الأمل، وهل لها تأثير أعمق وأبعد مما نعتقد؟

مشاهدة الأخبار وتأثيرها في حياتنا

76931b36-237f-4959-9906-4c4cc7e4c552

منذ آلاف السنين لم تخلُ الحياة من الحروب والكوارث الطبيعية، والأحداث الإنسانية الصادمة والمؤلمة، وكل خبر سلبي يُنقل مهما كان، ليس بجديد، بل يحدث باستمرار، كما أن الأشياء الجميلة في الحياة تحدث باستمرار أيضًا. 

لكن الاختيار يلعب دورًا في رؤيتنا الحقيقية للحياة، فقد نراها بمنظار الأخبار الجميلة والإيجابية، أو بمنظار السلبية لنحمل همومًا لا تنتهي، وكل ذلك يؤثر في نوعية حياتنا.

لكن ما السبب الذي يجعل معظم الأشخاص يختارون الانحياز للأخبار السلبية والتفاعل معها أكثر من الأخبار الإيجابية؟

هل تتحكم وسائل الإعلام في عواطفك؟ كيف نتجنب فخ السلبية في الأخبار

في عالمنا المعاصر، أصبحنا نعيش في بيئة إعلامية مليئة بالعناوين الصاخبة والمبالغ فيها التي تبث الخوف والغضب في قلوبنا. لكن هل تساءلت يومًا لماذا تبدو الأخبار السيئة أكثر تأثيرًا في حياتنا من الأخبار الجيدة؟

لماذا نجد أنفسنا منجذبين إلى القصص المثيرة، والتي تغذي مشاعرنا السلبية؟ الإجابة عن هذا السؤال تكمن في ما يسمى "التحيز السلبي" وهو ظاهرة نفسية تشير إلى أن الأشياء السلبية تترك أثرًا أعمق وأطول في أذهاننا من الأمور الإيجابية.

ماذا يقول لنا التحيز السلبي؟

وفقًا لدراسات نفسية عديدة، أبرزها دراسة قام بها عالم النفس روي بومايستر، تبين أن الإنسان يولي اهتمامًا أكبر للتجارب السلبية: "السيئ أقوى من الجيد". هذه الحقيقة تطورت عبر الزمن كآلية للبقاء.

فالتعرض للخطر أو الألم كان يتطلب رد فعل سريعًا للبقاء على قيد الحياة. لذلك، يظل التهديد في الذاكرة أطول من اللذة أو السعادة. وهذه الظاهرة لا تقتصر على حياتنا الشخصية فقط، بل تمتد إلى الإعلام والسياسة، حيث يتم استغلال هذا التحيز لصالح الأجندات السياسية.

أخبار ذات صلة

علامات الارتباط العاطفي السلبي بالعمل

وسائل الإعلام: من أين تأتي السلبية؟

من المعروف أن الأخبار السلبية تجذب الانتباه، وهذا ما يعرفه جيدًا صانعو السياسة والمحررون الإعلاميون. وسائل الإعلام الكبرى، سواء كانت محافظة أو ليبرالية، تلعب على هذا الوتر الحساس بشكل مستمر. القنوات الإخبارية تميل إلى تقديم القصص المليئة بالخوف والغضب، لأن هذه العواطف تضمن جذب المشاهدين وتعزيز الولاء. 

كيف تسهم هذه السلبية في تشكيل وعينا؟

السلبية في الإعلام لا تقتصر على إخبارنا بالحقائق فقط، بل تهدف إلى خلق استجابة عاطفية قد تتحول إلى فزع مستمر. هذا النوع من الأخبار يتغذى على مشاعر الخوف والقلق، ويستمر في التحفيز حتى يصبح جزءًا من تفكيرنا اليومي. وفي بيئة مليئة بالتحليلات الجائرة، يصبح من السهل أن نغرق في دوامة من القلق المستمر؛ ما يؤثر في قدرتنا على اتخاذ قرارات عقلانية ومبنية على معلومات متوازنة.

كيف نتجنب الوقوع في فخ السلبية؟

إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تجنب الانجراف وراء الأخبار السلبية والتحكم في كيفية استجابتك لها:

  • تحويل الأخبار السلبية إلى عمل إيجابي
  • لا تتقبل الأخبار السيئة على أنها واقع غير قابل للتغيير. بدلاً من ذلك، استخدمها كمحفز للعمل.
  • إذا كانت هناك قضية تثير قلقك، فكر كيف يمكنك أن تسهم في تحسين الوضع، سواء من خلال التطوع أو دعم حملة توعية.
  • تحليل الخبر قبل الانفعال

عندما تواجه قصة تثير فيك الغضب أو الخوف، توقف لحظة وحاول تحليل القصة بموضوعية. من المستفيد من تغذية هذه المشاعر؟ هل يتم تسويق الخوف؟ من خلال تحليلك الشخصي، يمكنك أن تتجنب الوقوع في فخ التضليل الإعلامي.

إعادة ضبط وقت "السكرول"

إذا كنت تجد نفسك تتصفح الأخبار بشكل مفرط وتغرق في المشاعر السلبية، حدد وقتًا معينًا للقيام بذلك، ثم توقف. بعد ذلك، اقرأ شيئًا مريحًا أو ممتعًا يعيد إليك توازنك الذهني.

تابع مصادر إعلامية متنوعة من أجل الحصول على صورة أكثر شمولاً، يجب أن تتعرض لوجهات نظر متعددة. لا تقتصر على قناة أو وسيلة إعلامية واحدة. تنوع المصادر يعزز قدرتك على التقييم النقدي ويساعدك على تجنب التأثر بالرسائل الأحادية.

ابحث عن الأخبار الإيجابية، ولا تقتصر على متابعة الأخبار السلبية فقط. خصص وقتًا للبحث عن الأخبار الجيدة والإنجازات الإنسانية أو التطورات الإيجابية في العالم. مثل هذه القصص ستساعدك على إعادة توازن تفكيرك وتوسيع منظورك.

في النهاية، فإن السلبية في الإعلام ليست مجرد صدفة أو نتيجة للواقع، بل هي استراتيجية مُدروسة تهدف إلى إشعال المشاعر السلبية وفرض السيطرة عليها. لكن إذا تعلمنا كيف نتحكم في ردود أفعالنا تجاه هذه الأخبار، سنتمكن من العيش في عالم إعلامي أكثر توازنًا. بدلاً من الانجراف وراء الموجة العاطفية التي تقودنا إليها وسائل الإعلام، يمكننا أن نكون أكثر وعيًا وذكاءً في التعامل مع الأخبار وتقييمها بشكل نقدي.

أخبار ذات صلة

طرق للتعامل مع السلبيين دون استنزاف طاقتك

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo