يعاني الكثير من الأشخاص من خوف غير مرئي يعيقهم في خطواتهم نحو النجاح، هذا الخوف الذي لا يتعلق بالفشل نفسه، بل بما يسببه من مشاعر قاسية قد تهز كيان الشخص.
يُعرف هذا النوع من الخوف بخوف الفشل، وهو حالة نفسية يمكن أن تؤدي إلى العديد من التصرفات غير الواعية التي تقوض فرص النجاح.
لكن ما هو هذا الخوف؟ ولماذا يسيطر على بعض الأشخاص بدرجة تفوق قدرتهم على النجاح؟
في الواقع، يرتبط خوف الفشل بشكل أساسي بشعور الخجل. الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الخوف لا يخشون الفشل ذاته بقدر ما يخشون العواقب النفسية المترتبة عليه مثل الشعور بالخجل، الذي قد يمس هويتهم الذاتية، ويؤثر في تقديرهم لذاتهم.
بدلًا من مجرد الإحساس بالحزن أو الاستياء بسبب الفشل، يشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم قد فقدوا جزءًا من أنفسهم، وهو ما يجعلهم يسعون إلى تجنب الفشل بأي وسيلة.
هناك العديد من المؤشرات التي قد تدل على أنك تعاني خوفًا من الفشل. قد لا تكون هذه الأعراض تشخيصًا رسميًا، ولكن إذا كنت تجدها متكررة في حياتك، فقد تحتاج إلى تقييم هذه المسألة بشكل أعمق.
تشعر بالقلق الشديد من فشل يثير استهزاء الآخرين، أو يجعلهم يرونك بصورة أقل من قدراتك.
لديك خوف دائم من أن الفشل في شيء ما سيؤثر في قدرتك في تحقيق أهدافك المستقبلية.
تظن أن الفشل سيجعل الناس يفقدون الاهتمام بك، أو يقلل من احترامهم لك.
تشعر دائمًا أن فشلك سيخيب آمال الأشخاص الذين يهتمون بك.
تخبر الآخرين مسبقًا أنك لا تتوقع النجاح، بهدف تقليل الضغط على نفسك.
بعد الفشل، تجد صعوبة في تصور ما كان يمكن أن تفعله بشكل مختلف لتحقيق النجاح.
تجد نفسك تتعرض للصداع أو آلام المعدة بشكل مفاجئ، ما يمنعك من الإعداد والتحضير.
تجد نفسك مشغولًا بأمور لا علاقة لها بالتحضير الحقيقي، فقط لكي تتجنب المهمة التي تخشى الفشل فيها.
تؤجل الأعمال المهمة، وتتركها حتى اللحظة الأخيرة، ما يؤدي إلى عدم التحضير بشكل جيد.
عند مواجهة تحدٍ، تجد صعوبة في اتخاذ القرارات خوفًا من أن تؤدي إلى الفشل.
إذا كان خوف الفشل يؤثر في حياتك اليومية ويعيق تقدمك، فهناك خطوات يمكن أن تساعدك في التغلب على هذا الشعور السلبي:
من المهم أن تتقبل مشاعر الخوف والخجل الناتجة عن الفشل، بدلاً من محاولة إنكارها أو التظاهر بعدم وجودها، اعترف بها وابحث عن شخص موثوق به لتشارك هذه المشاعر معه. النقاش مع الآخرين يمكن أن يساعدك على تقليل التهديد النفسي المرتبط بالفشل.
حدد العناصر التي يمكنك التحكم فيها من المهمة أو التحضير، وركز عليها، حاول أن تعيد صياغة الجوانب التي تشعر بأنها خارجة عن سيطرتك بحيث تستعيد بعض السيطرة عليها، على سبيل المثال، إذا كنت تشعر أن عدم معرفتك "بالأشخاص المناسبين" يحول دون العثور على وظيفة، حدد هدفًا لتوسيع شبكة معارفك من خلال مراجعة دفتر العناوين أو حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع من تعرفهم.
في النهاية، يصبح النجاح ليس مجرد مسألة تجنب الفشل، بل القدرة على التحكم في مشاعرنا وتوجيهها نحو النضج والتطور الشخصي، قبول الفشل كجزء طبيعي من الحياة هو خطوة هامة نحو تخطي العقبات النفسية التي تقيدنا، الأهم من ذلك، أن النجاح لا يأتي من تجنب الفشل، بل من مواجهته والتعلم منه.