عندما نكتب أهدافنا على الورق، نشعر وكأننا سنحتل العالم بإنجازاتنا، لكن عندما نقرر أن نبدأ العمل والاستمرار نقع في فخ التحطيم الذاتي.
حيث يبدأ مسلسل الشك بالذات، واستخراج كل السلبيات والعوائق التي تمنعنا من أداء مهامنا للوصول إلى تحقيق أهدافنا.
هذا النوع من السلوك لا يبدو واضحًا في البداية، ولكنه يتسلل إلى حياتنا من خلال الأهداف المبالغ فيها التي نضعها لأنفسنا، والتي غالبًا ما تكون بعيدة عن واقعنا الحالي.
في هذا المقال، نناقش كيف يمكن أن تكون توقعاتنا غير الواقعية عائقًا أمام نجاحنا، وكيف يمكننا بناء خطط للتحسين الشخصي تبدأ من حيث نحن الآن.
التحطيم الذاتي هو سلوك أو نمط تفكير يؤدي إلى تقليص قدرات الفرد وتحقيقاته بشكل غير مبرر.
يتجسد ذلك في أفعال ومعتقدات سلبية، مثل إلقاء اللوم على النفس بشكل مفرط، أو مقاومة النجاح، أو تقليل قيمة الإنجازات.
يحدث هذا السلوك نتيجة لعوامل متعددة، منها تجارب الماضي أو القلق المستمر من الفشل.
تتعدد أسباب التحطيم الذاتي لدى الأشخاص، إليك أهمها:
الأشخاص الذين يعانون من الخوف المفرط من الفشل قد يتجنبون المحاولة من الأساس، أو يضعون لأنفسهم معايير غير واقعية قد تؤدي إلى الفشل في النهاية.
الشك في قدرات النفس والمقارنة المستمرة بالآخرين يمكن أن يؤدي إلى القلق المستمر وتدمير الثقة بالنفس.
العيش في بيئة مليئة بالانتقادات أو التوقعات العالية غير الواقعية يمكن أن يساهم في تطور سلوكيات التحطيم الذاتي.
السعي لتحقيق الكمال في كل شيء يؤدي إلى الضغط المستمر؛ ما يجعل الفرد يعتقد أنه لا يمكنه تحقيق أي شيء إذا لم يكن ممتازًا.
لا يوجد سلوك لا يمكن تجنبه، عبر القليل من الجهود الذاتية يمكنك تجنب أثره، إليك أهم الطرق:
الخطوة الأولى نحو تجنب التحطيم الذاتي هي الوعي بمشاعرنا وأفكارنا. عندما نتعرف على أنماط التفكير السلبية، يمكننا أن نبدأ في تغييرها. من خلال التأمل أو الكتابة اليومية، يمكننا تحديد متى وأين يظهر التحطيم الذاتي.
السعي نحو التوازن بين الحياة الشخصية والعملية يساعد على تقليل الضغوط النفسية. عندما نخصص وقتًا لأنفسنا ولعائلاتنا ولأصدقائنا، فإن ذلك يعزز من شعورنا بالراحة النفسية، ويقلل من الشعور بالإرهاق.
بدلًا من وضع أهداف غير قابلة للتحقيق أو معايير صعبة، يجب أن نحدد أهدافًا قابلة للتحقيق ومعقولة. يساعد ذلك في تقليل الخوف من الفشل، ويشجعنا على التقدم خطوة بخطوة.
تدريب العقل على التركيز على الإيجابيات بدلًا من السلبيات يعد أحد الطرق الفعالة لتجنب التحطيم الذاتي. من خلال تذكير أنفسنا بنقاط قوتنا وإنجازاتنا، يمكننا أن نرفع من معنوياتنا.
المقارنة مع الآخرين هي أحد الأسباب الرئيسة للتحطيم الذاتي. لا يمكن لأي شخص أن يكون مثاليًا في كل شيء، وكل فرد له طريقته الخاصة في النجاح. لذا، من الضروري أن نركز على تقدمنا الشخصي، ونتجنب الانغماس في حياة الآخرين.
الفشل جزء من الحياة، ويجب أن نتعلم منه بدلًا من أن نراه نهاية العالم. عندما نفهم أن الفشل ليس عائقًا دائمًا، بل فرصة للتعلم، يصبح لدينا الدافع للاستمرار والنمو.
الدعم الاجتماعي، سواء من العائلة أو الأصدقاء أو المعالجين النفسيين، يلعب دورًا كبيرًا في التخلص من التحطيم الذاتي. يمكن للمحادثات مع الآخرين أن توفر منظورًا جديدًا، وتساعدنا في تخطي التحديات النفسية.
وفي الختام، فإن التحطيم الذاتي ليس أمرًا محتمًا، بل هو سلوك يمكن تغييره بالتزامنا بتبني ممارسات صحية للنمو الشخصي، يمكننا تحقيق حياة مليئة بالإنجازات والنجاح.