تتكرر شكوى الأطفال من آلام في البطن قبل الذهاب إلى المدرسة، خاصة خلال سنواتهم الدراسية الأولى.
وغالبًا ما تبدأ هذه الأوجاع مساءً عندما يخلدون إلى النوم، إذ تتسلل إلى أذهانهم مخاوف اليوم الدراسي القادم، فتتحول إلى قلق يظهر على هيئة أوجاع جسدية.
قد لا يدرك الأطفال أن قلقهم هو سبب هذه الآلام، لكنه يظهر بطرق متعددة، منها:
في بعض الحالات، قد تصل الأعراض إلى نوبات هلع تشمل التعرق أو ارتجاف الجسم أو تسارع ضربات القلب.
القلق لدى الأطفال له أسباب عديدة، منها البسيطة كالشعور بالحنين للأسرة، أو المعقدة مثل التعرض للتنمر أو الخوف من التقييم الدراسي. أحيانًا يكون القلق سلوكًا مكتسبًا من المحيط العائلي، إذ يميل الطفل إلى تقليد مشاعر القلق عند والديه.
من المهم استبعاد الأسباب الطبية المحتملة لآلام البطن أولًا، مثل مشاكل الجهاز الهضمي.
لكن إذا استمر القلق، فقد تكون جذوره نفسية.
عندما يعاني الطفل من هذه الحالة، يمكن اللجوء إلى مجموعة من الأساليب التي تساعده على الشعور بالأمان والاستقرار:
أخبر الطفل عن شيء مميز ينتظره، كزيارة الحديقة أو تناول المثلجات.
اسأله عن أصدقائه وما إذا كان أحدهم قد قال شيئًا مضحكًا.
ساعده على التعامل مع الاختبارات أو المهام المقلقة بتقديم الدعم والمساعدة.
إذا كان هناك شخص يضايقه، ناقش معه كيفية التعامل مع الموقف.
شجع الطفل على التفكير في أسوأ ما يمكن أن يحدث، وكيف يمكن تجاوزه بسهولة.
مثل صورة للعائلة أو ملاحظة إيجابية في حقيبته قد تكون كافية لطمأنته.
إذا استمرت حالة القلق لفترات طويلة وأثرت على حياة الطفل الاجتماعية أو الدراسية، فقد يكون ذلك مؤشرًا على اضطراب قلق الانفصال. هنا، يصبح من الضروري طلب المساعدة من مختص نفسي أو معالج سلوكي لضمان دعم الطفل بشكل مناسب.
ختامًا، قد تكون تجربة القلق عند الأطفال صعبة، لكنها غالبًا ما تكون مرحلة عابرة. بالتفهم والصبر، يمكننا مساعدتهم على تجاوزها وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.