قد يمر الأطفال بمرحلة صعبة عند مواجهة تغييرات كبيرة في حياتهم، مثل فقدان أحد الوالدين بسبب الوفاة أو الطلاق.
يتطلب الأمر وقتاً وجهداً لمساعدتهم على تقبُّل وجود شخص جديد في حياتهم، خاصة إذا كان هذا الشخص يحل مكان أحد الوالدين.
قد يشعر الطفل بالغضب، أو الحزن، أو حتى الرفض تجاه زوج الأم أو زوجة الأب، ويرجع ذلك إلى المخاوف أو التصورات المسبقة التي يحملها عن هذا التغيير.
كيف تساعد الطفل على تقبل العائلة الجديدة؟
قد يبدو تكوين عائلة جديدة تحدياً كبيراً، إلا أن النجاح في بناء علاقة متينة بين الطفل وزوج الأم أو زوجة الأب ليس مستحيلاً. المفتاح يكمن في تفهم مشاعر الطفل وتلبية احتياجاته النفسية بطريقة حساسة ومنفتحة. فيما يلي مجموعة من النصائح التي يمكن أن تساعد في تسهيل هذه العملية الحساسة.
1. كُن داعماً لطفلك في مراحل التغيير كلها
قد يجد الأطفال صعوبة في فهم مفهوم الموت أو الطلاق، خاصة إذا كانوا صغاراً. أحياناً يعتقدون أنهم السبب وراء الفقدان، أو يشعرون بأنهم لم يكونوا كافين للحفاظ على الأسرة متماسكة. لمساعدة الطفل على تجاوز هذه المشاعر، من المهم الحديث معه عن الذكريات الجميلة التي جمعت الأسرة. تذكُّر اللحظات السعيدة مع الوالد المفقود يمكن أن يكون عنصراً مريحاً يساعد الطفل على الشعور بأن هذا الشخص ليس منسياً، بل حاضر دائماً في الذكرى.
2. تواصل مفتوح وصادق
احرص على إجراء محادثات صريحة وودية مع طفلك. استمع له بعناية، ودعه يعبّر عن مخاوفه أو مشاعره السلبية دون مقاطعته. عندما يشعر الطفل أن مشاعره محترمة ومسموعة، يكون أكثر استعداداً لتقبُّل التغيير. أكد له أن وجود شخص جديد في الأسرة لا يعني تلاشي حبك له، بل إن العائلة تتسع لتشمل المزيد من الأشخاص الذين يهتمون به.
3. دعم نفسي للتعامل مع القلق
قد يشعر بعض الأطفال بالقلق الشديد؛ بسبب فقدان أحد الوالدين أو التغيرات الأسرية. إذا لاحظت أن طفلك يعاني من صعوبة في التكيف، يمكنك طلب المساعدة من أفراد الأسرة الآخرين أو الأصدقاء الذين يثق بهم الطفل. وإذا استمر القلق فترة طويلة، فقد يكون من الضروري استشارة طبيب نفسي أو متخصص لتقديم الدعم العلاجي المناسب.
4. أنشطة تقوي العلاقة بين الطفل وزوج الأم/الأب
تشجيع الأنشطة المشتركة بين الطفل وزوج الأم أو زوجة الأب يمكن أن يسهم في بناء علاقة إيجابية بينهما. قد تشمل هذه الأنشطة القراءة معاً قبل النوم، أو مرافقة الطفل إلى المدرسة، أو حتى ممارسة الألعاب الترفيهية. الهدف هو خلق لحظات تفاعلية تمنح الطرفين فرصة للتعرف على بعضهما البعض بشكل أفضل وتخفيف التوترات.
5. تخصيص وقت للعائلة ككل
قضاء أوقات ممتعة مع العائلة الجديدة جميعها يلعب دوراً أساسياً في تحسين العلاقات. يمكنك تخصيص وقت للاجتماعات العائلية خلال العطلات أو عطلات نهاية الأسبوع. اصطحب الأسرة إلى أماكن يحبها الطفل مثل الحدائق أو الأماكن الترفيهية. حاول أن تجعل هذه الأوقات مناسبة لخلق ذكريات إيجابية تجمع أفراد الأسرة معاً؛ ما يساعد الطفل على رؤية الشخص الجديد كجزء من حياة العائلة.
ختاماً، تقبُّل الأطفال للتغيرات الأسرية يحتاج إلى وقت وصبر، ولا توجد وصفة سحرية تضمن نجاح ذلك بين عشية وضحاها. الأهم هو بناء الثقة، وإظهار الحب والدعم المستمر، والتأكد من أن الطفل يشعر بأنه ليس وحده في هذه الرحلة. مع الالتزام والتفهم، يمكن بناء أسرة متماسكة وقوية تضيف قيمة إلى حياة جميع أفرادها.
