إن حياة الأم العزباء، أو الأب الأعزب قد لا تكون جزءًا من خطط الكثيرين، ولكنها قد تصبح واقعًا مفروضًا لأسباب متعددة.
ورغم أن الأب أو الأم قد يتحملان عبئًا أكبر في إدارة شؤون الأسرة واتخاذ القرارات، إلا أن هذا لا يعني أن المسؤولية لا يمكن التعامل معها بنجاح.
بالطبع، قد يواجه الأهل الذين يربون أطفالهم بمفردهم العديد من التحديات التي قد تزيد شعورهم بالإرهاق، ولكن هناك العديد من النصائح التي يمكن أن تساعدهم على تخطي هذه الصعوبات وضمان تحقيق أفضل بيئة لأطفالهم.
إليك مجموعة من النصائح، التي قد تكون لك عونا في رحلتك لتربية أطفالك بمفردك:
من أولويات الحياة كوالد أو والدة منفردة هو تنظيم الأمور المالية. تعد معرفة كيفية إدارة الميزانية الشخصية، مع تحديد مصادر الدخل والمصروفات، أمرًا بالغ الأهمية. في حال كنت بحاجة إلى عمل إضافي، يمكن اللجوء إلى الوكالات الخاصة بالتوظيف المؤقت لتوفير دخل إضافي. وإذا كانت هناك حاجة لتعليم إضافي أو تأهيل مهني، فلا تتردد في السعي للحصول على شهادة الثانوية العامة أو دراسة أكاديمية لتوسيع فرصك.
من الضروري أن يتم إشراك الأطفال في الحديث عن التغيرات التي تحدث في العائلة. تحدث مع أطفالك بهدوء وحاول أن تخلق بيئة آمنة لهم للتعبير عن مشاعرهم دون قيود. لا تقم بتجاهل مشاعرهم أو تهميشها، بل استمع إليهم وابحث دائمًا عن طرق لتهدئة قلقهم.
الاعتماد على نفسك في كل شيء قد يكون مرهقًا. لذلك من المهم أن تقبل الدعم من العائلة والأصدقاء. لا تخجل من طلب المساعدة عند الحاجة، سواء في المهام اليومية، أو في التوجيه النفسي. أيضًا، يمكنك الاستفادة من مجموعات الدعم الخاصة بالوالدين المفردين، أو من استشارات أطباء الأطفال الذين يمكن أن يقدموا لك مشورة عملية.
من أفضل الهدايا التي يمكنك تقديمها لأطفالك هي وقتك. حدد وقتًا يوميًا للجلوس مع أطفالك، كقراءة قصة قبل النوم أو تناول وجبة معًا دون تشويش الهاتف أو غيره. إن تخصيص هذه اللحظات سيعزز العلاقة، ويمنح أطفالك شعورًا بالأمان والاهتمام.
في خضم العناية بأطفالك، يجب أن تجد وقتًا للعناية بنفسك. سواء كان ذلك من خلال ممارسة الرياضة، أو الخروج مع الأصدقاء، أو حتى قضاء لحظات هادئة بمفردك، فإن الاعتناء بنفسك يسهم في قدرتك على التفاعل مع تحديات الحياة. كما أن الراحة الجسدية والنوم الكافي هما من أهم عوامل التحمل، فلا تتردد في تخصيص وقت لزيارة الطبيب أو القيام بفحص دوري.
إن تبني روتين ثابت يوميًا في مواعيد الطعام والنوم والعمل المنزلي يعطي الأطفال إحساسًا بالاستقرار والأمان. فهم دائمًا ما يتطلعون لمعرفة ما سيحدث لاحقًا، ويمنحهم الروتين الثقة بأن هناك نظامًا في حياتهم، رغم التغيرات التي يمرون بها.
لا يجب أن يقع الأطفال في فخ تحمل مشاعر البالغين. حافظ على التوازن في علاقتك مع أطفالك، ولا تحولهم إلى شركاء عاطفيين أو ملاذات لتفريغ مشاعرك. دعهم يعيشون مرحلة الطفولة بكل براءتها.
يؤثر مزاجك على مزاج أطفالك بشكل كبير. إذا كنت دائمًا متشائمًا أو تظهر مشاعر الحزن الشديد، فقد ينعكس ذلك سلبًا على معنوياتهم. حاول دائمًا إظهار التفاؤل، حتى وإن كانت هناك تحديات، وأخبرهم أن الأمور ستتحسن مع مرور الوقت.
في حال كنت بحاجة للذهاب للعمل أو القيام ببعض الأنشطة خارج المنزل، من الضروري أن تجد أشخاصا موثوقين لرعاية أطفالك. لا تترك الأطفال في رعاية غير المختصين، وابتعد عن الاعتماد على الأشخاص غير المؤهلين لمهام رعاية الأطفال. تأكد من أن الحاضنات أو المؤسسات التي تقدم هذه الخدمة هي أماكن ذات سمعة طيبة، ويمكنك الاستعانة بنصيحة الأطباء أو الآخرين في هذا المجال.