الانفصال من علاقة سابقة تحمل أطفالًا لا يعني انتهاء فرصة بناء العائلة مجددًا، ففكرة الزواج الثاني يحمل معه فرصة جديدة لبناء حياة أسرية سعيدة، لكنه يأتي أيضًا بتحديات خاصة، خاصةً عند محاولة دمج عائلتين مختلفتين.
الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 60% من الزيجات الثانية تنتهي بالفشل، وهو ما يدفعنا للتساؤل: كيف يمكن أن تنجح العائلات المُختلطة؟
بحسب الدكتور جيمس بري في كتابه Stepfamilies، فإن أساس نجاح أي عائلة مُختلطة يكمن في زواج مستقر وسعيد. وبحث معهد "غوت مان" أظهر أن قوة العلاقة الزوجية هي العامل الحاسم في استقرار العائلة. إليك سبع نصائح مبنية على أبحاث ودراسات لضمان نجاح العائلات المُختلطة.
يتوقع الكثيرون أن تكون العائلة الجديدة امتدادًا لحياتهم السابقة، لكن الحقيقة هي أنها تجربة جديدة تمامًا. العلاقات بين أفراد العائلة المُختلطة تحتاج إلى وقت وجهد لتأسيسها، وينبغي التعامل مع تحديات مثل الشؤون المالية، ديناميكيات الأبناء، والعلاقة مع الأزواج السابقين بواقعية وشفافية.
الحديث الصادق والمفتوح بين الأزواج والأطفال أمر ضروري. النزاعات لا مفر منها، لكن التعامل معها بتعاطف واحترام يساعد في منع تفاقم المشكلات. تجنب السلوكيات المدمرة مثل النقد اللاذع أو التجاهل، وبدلًا من ذلك، استخدم عبارات تبدأ بـ"أنا" للتعبير عن احتياجاتك ومشاعرك بطريقة بنّاءة.
الحب والثقة بين الأبناء والزوج الجديد لا يتكونان في يوم وليلة. من المهم تحديد أدوار واضحة لكل طرف فيما يتعلق بالتربية والانضباط، مع مراعاة مراحل نمو الأطفال المختلفة. فترة المراهقة قد تكون تحديًا خاصًا للعائلات المُختلطة، وهنا يُنصح باستخدام أساليب مثل "التوجيه العاطفي" لمساعدة الأبناء على التعبير عن مشاعرهم وفهمها.
العائلات المُختلطة تحتاج إلى وقت لتكوين روابط عاطفية قوية. على عكس العائلات البيولوجية التي تتحد بسرعة، تحتاج العائلات المُختلطة إلى وقت يشبه الطهو البطيء في إناء فخار. يمكن أن تساعد الأنشطة المشتركة مثل أمسيات البيتزا أو الخروج الشهري في بناء هوية عائلية خاصة.
العلاقة الزوجية القوية هي حجر الأساس لنجاح العائلة المُختلطة. لذا، من المهم تخصيص وقت منتظم للحديث عن الخطط المستقبلية، ممارسة هوايات مشتركة، أو قضاء وقت رومانسي بعيدًا عن الأطفال لتعزيز الترابط والانسجام بين الزوجين.
عملية دمج العائلتين تتطلب الصبر والمثابرة. قد تواجه مواقف محرجة أو محبطة، مثل الخلاف حول طريقة تربية الأبناء أو التعامل مع المواقف اليومية. المهم هو أن تتعامل مع هذه التحديات بروح الفريق، وتتذكر دائمًا أنكم تعملون معًا لتحقيق هدف مشترك.
قد تكون هناك لحظات تشعر فيها بالإحباط أو الفشل، لكن العودة إلى السبب الذي جمعكما معًا في البداية يمكن أن يكون محفزًا قويًا. تذكر أن كل علاقة تمر بصعوبات، وأن العمل المشترك على تجاوز هذه الصعوبات يبني أساسًا قويًا للمستقبل.
بحسب معهد "غوت مان"، فإن الأزواج الذين يلتزمون بتجاوز العقبات معًا يُنشؤون بيئة آمنة ومستقرة تساهم في سعادة الأسرة بأكملها. الزواج الثاني قد يكون فرصة رائعة لتجربة حياة جديدة مليئة بالمحبة والأمل إذا ما تم التعامل معه بوعي وجهد مشترك.