header-banner
أمومة

العلاقات في الطفولة تشكل العلاقات المستقبلية.. ما دورك كأم؟

أمومة
إيمان بونقطة
29 أبريل 2025,8:00 ص

في هذا العصر، وبسبب انتشار المعلومات الهائل، أصبح من العادي أن نتداول مفهوم تأثير علاقات الطفولة على علاقاتنا الحالية، والأمر لا يتوقف عند جروح الأب والأم ومرآتنا الأولى للحياة فقط، بل يتجاوزه إلى المدرسة والأصدقاء.

فهل يمكن للتنمر مثلا في الطفولة أن يعكس شخصا مجروحا من داخله لا يمكنه مواجهة العالم، ويفتقد للثقة بنفسه؟

إذ تشكّل الطفولة الإطار الأول الذي يتعلم فيه الإنسان مفاهيم الأمان، الحب، القبول، والرفض. وخلال هذه المرحلة المبكرة، تبدأ الروابط العاطفية الأساسية بالتكوّن من كل المحيط. 

وحين تكون هذه الروابط معطوبة أو مشوهة، فإنها لا تمر مرورًا عابرًا، بل تترك بصمات عميقة تتحول لاحقًا إلى أنماط علاقات تكرر نفسها بطرق يصعب أحيانًا ملاحظتها.

ماهو دور الأم في حماية طفلها من علاقات مضطربة؟

8e7f0bed-a732-44a9-8c67-4475e738eea4

منذ لحظة ولادته، يبدأ الطفل في بناء فهمه للعلاقات من خلال عيني والدته وعاطفتها التي تحيطه. هذه التجارب الأولى ليست مجرد ذكريات عابرة، بل تشكل الأساس العميق الذي سيقوم عليه مفهومه عن الحب، الثقة، الأمان، وحتى عن قيمته الذاتية.

لهذا، تلعب الأم دورًا محوريًا في تشكيل صورة صحية للعلاقات داخل نفس طفلها، سواء من خلال تعاملها المباشر معه، أم من خلال ملاحظة وتوجيه علاقاته مع محيطه، خصوصًا في البيئة المدرسية.

العلاقة الأولى: حجر الأساس

الأم هي النموذج الأول الذي يتعلم الطفل من خلاله كيف يحب وكيف يثق. إذا كان هذا النموذج متذبذبًا، قاسيًا، أو مشروطًا، يبدأ الطفل بتكوين تصورات مشوهة عن العلاقات، مثل اعتقاد أن الحب يُكسب بالجهد فقط أو أن القرب العاطفي دائمًا يحمل خطر الفقد.

من هنا، من المهم أن تنتبه الأم إلى طبيعة التواصل بينها وبين طفلها، وتحرص على منحه حبًا غير مشروط، يصحبه وضوح وثبات.

أخبار ذات صلة

الحب اللامشروط مفتاح تربية طفل واثق وناجح

المدرسة: أول اختبار للعلاقات الخارجية

حين يلتحق الطفل بالمدرسة، تبدأ علاقاته مع الأصدقاء والمعلمين بأخذ حيز كبير في حياته النفسية. وهنا، يظهر دور الأم مرة أخرى، ليس فقط بمراقبة الأداء الأكاديمي، بل بالاهتمام بالعلاقات التي يبنيها طفلها:

  • هل يندمج بسهولة أم يميل إلى العزلة؟
  • هل يكرر علاقات تسيطر عليه أو تجعله تابعًا؟
  • هل يتقبل الآخرين بسهولة أم يظهر حذرًا زائدًا أو عدوانية؟

كل تصرف من هذه التصرفات قد يكون إشارة مبكرة على أن هناك تصورًا داخليًا عن العلاقات يحتاج إلى تصحيح.

خطورة تجاهل مشكلات العلاقات المبكرة

ترك الطفل يعاني من صعوبة في تكوين صداقات صحية أو قبول نفسه وسط جماعة دون دعم وتدخل، قد يؤدي إلى تثبيت أنماط سلبية تستمر معه حتى البلوغ. قد يكبر وهو يحمل داخله شعورًا بعدم الأمان أو الاعتقاد بأنه لا يستحق علاقات مستقرة ومحبة.

كيف تتدخل الأم بحكمة؟

  • الإنصات لما يقوله الطفل عن أصدقائه دون إصدار أحكام متسرعة.
  • قراءة مشاعره من بين السطور: هل يشعر بالارتياح أم الخوف أو الاستنزاف؟
  • دعمه في فهم حقوقه وحدوده في العلاقات.
  • التدخل بحذر عندما تلاحظ تكرار أنماط مؤذية، مع تقديم نماذج بديلة للعلاقات الصحية في المنزل.


إن العلاقات التي يعيشها الطفل اليوم هي البذور التي ستنبت غدًا في صداقات شبابه وعلاقاته العاطفية ومسيرته المهنية.

وكلما كانت الأم واعية لدورها الأساسي، وأيقنت أن تصحيح المسار في البدايات أسهل بكثير من ترميم الانكسارات لاحقًا، كانت فرص طفلها أكبر في بناء عالم داخلي مشرق وعلاقات ناضجة ومزدهرة.

أخبار ذات صلة

عندما تصبح الأمومة رحلة شفاء

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo