لا مفر من الخلافات في أي علاقة، فهي جزء طبيعي من التواصل البشري. لكن عندما تتحول هذه الخلافات إلى دوامة متكررة من الجدالات نفسها دون حل حقيقي، تصبح مرهقة وتؤثر على جودة العلاقة.
يعود السبب في تكرار هذه النزاعات إلى عوامل عدة، منها الاختلافات العميقة في الشخصيات، الجروح العاطفية القديمة، أو حتى غياب مهارات التواصل الفعالة.
لحسن الحظ، هناك طرق تساعد في كسر هذه الحلقة المفرغة وتحويل النقاشات إلى حوارات بناءة تعزز الترابط بدلاً من أن تهدمه.
استنادًا إلى تقنيات أثبتت فعاليتها، نستعرض ست استراتيجيات يمكنها تغيير مجرى الحوار مع شريك حياتك، وفقًا لما تُوضحه خبيرة العلاقات الزوجية كاثرين كولين عبر مقال في موقع Psychology Today.
عندما يعبر شريكك عن استيائه من تصرف معين، قد يكون رد الفعل الفوري هو الدفاع عن نفسك.
لكن هذا النهج يزيد الأمور تعقيدًا، إذ يشعر الطرف الآخر بأنه غير مسموع.
بدلاً من ذلك، حاول أن تجد نقطة صغيرة يمكنك الاعتراف بها في شكواه، مثل: أدرك أنني أكون فوضويًا أحيانًا، وأتفهم أن ذلك يزعجك. هذا الاعتراف البسيط يخلق مساحة للحوار بدلاً من التصعيد.
في كثير من الأحيان، يسعى كل طرف إلى إثبات أنه على حق، لكن الواقع أن كلاكما قد يكون محقًا من زاوية مختلفة.
على سبيل المثال، قد يشعر أحدكما بالإهانة من عبارة قيلت، بينما يؤكد الطرف الآخر أنه لم يقصد الإساءة.
الاعتراف بإمكانية وجود "حقيقتين" في آن واحد يساعد على تخفيف حدة الصراع والتركيز على المشاعر بدلاً من محاولة إثبات الخطأ والصواب.
بدلاً من توجيه انتقادات قاسية، يمكن التعبير عن المشاعر والاحتياجات بأسلوب هادئ وبناء.
على سبيل المثال، بدلاً من قول: "أنت دائمًا تتأخر وتتركني أنتظرك!"، يمكن إعادة الصياغة إلى: "أشعر بالإحباط عندما تتأخر، أحتاج منك الالتزام بالوقت المتفق عليه". هذا الأسلوب يمنع استجابة دفاعية حادة ويهيئ الجو لحل عملي.
في خضم الجدال، قد ينشغل العقل بالتحضير للرد أكثر من الاستماع الحقيقي. من المفيد أن تكرر ما قاله شريكك لإثبات أنك تفهم وجهة نظره، مثل: "إذن، أنت تشعر بأنك لم تعد أولوية بالنسبة لي، وهذا يجعلك حزينًا". هذه الخطوة تجعل الطرف الآخر يشعر بالتقدير، وتساعد في تهدئة الموقف.
عندما تتصاعد المشاعر، قد يدخل أحدكما أو كلاكما في حالة من "المواجهة أو الهروب"، ما يجعل النقاش غير مجدٍ. لذا، فإن أخذ استراحة لمدة 20 دقيقة يتيح للجسم تهدئة نبضات القلب والتخلص من التوتر، مما يسهل استئناف النقاش بعقل أكثر هدوءًا وانفتاحًا.
قد يبدو من الغريب أن تقدم مجاملة لشريكك أثناء الخلاف، لكن الإشارة إلى تصرف إيجابي قام به يمكن أن يغير مسار النقاش.
على سبيل المثال، يمكنك قول: أقدّر أنك تحاول دائمًا أن تجعل الأمور أفضل بيننا، مما يذكّر كلاكما بأن العلاقة لا تقتصر على لحظات التوتر فقط.
الرسالة الخفية وراء هذه الأساليب جميعها هي إيصال فكرة أنكما فريق واحد، لا خصمان متنافسان. إذا استمر الخلاف رغم اتباع هذه الطرق، فقد يكون الوقت مناسبًا للنظر في الاستعانة بمختص للعلاج الزوجي، وهو خيار لا يعكس الفشل، بل يفتح بابًا لتحسين العلاقة على المدى الطويل.