كم عدد المرات التي تغيب فيها زوجك عن حضور المناسبات العائلية الهامة، مثل عيد ميلاد طفلكما أو خطوبة أحد الأقرباء، بسبب اجتماع طارئ أو حدث غير سار في العمل؟.
من الطبيعي أن يكون الشريك مشغولًا بالعمل، ولكن بعض الأزواج يعانون من الإدمان على العمل، الذي يؤثر سلبًا على الحياة الأسرية.
التعايش مع الزوج المدمن على العمل ليس سهلًا، فإيجاد الأعذار المستمرة لغيابه أمر مرهق. وتظهر نتائج الأبحاث التي نشرت على موقع "Marriage"، أن الأزواج الذين يتعاملون مع إدمان العمل يواجهون مستويات أعلى من التوتر، وانخفاض مستويات الرضا عن العلاقة.
ما هو إدمان العمل؟
يعرف عالم النفس واين أوتس مصطلح "إدمان العمل" في كتابه الصادر عام 1971 بأنه "حاجة لا يمكن السيطرة عليها للعمل المستمر". مدمنو العمل لديهم الرغبة في العمل حتى خارج المكتب، ويعطون الأولوية لأشغالهم على الأشياء الضرورية مثل النوم وقضاء الوقت مع أحبائهم.
هل زوجك مدمن على العمل؟
العلامات التي قد تشير إلى أن شريكك مدمن على العمل تشمل:
قضاء معظم الوقت في العمل.
التحدث عن العمل باستمرار.
قلة الأصدقاء بسبب التفرغ للعمل.
تشتت الذهن، وصعوبة التركيز والنوم بسبب التفكير المتواصل بالعمل.
التخلي عن الهوايات أو الاهتمامات الشخصية بسبب الالتزام الزائد بالعمل.
صعوبة الاستراحة أو قضاء عطلات نهاية الأسبوع برفقته.
كيف تتعاملين معه؟
لحسن الحظ، هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتحسين العلاقة ودفع شريكك لتحقيق توازن أفضل بين الحياة الشخصية والعمل.
استمتعي بالوقت الذي تقضيانه معًا
لا تمضي الوقت القليل مع زوجك في الجدال، بل حاولي ترتيب أنشطة عائلية أو تنظيم موعد خارج المنزل. اختاري مكانًا حيويًا، لا يتيح لشريكك التفكير بالعمل، واطلبي منه إبعاد الهاتف عن متناول يده ولو لساعة واحدة فقط.
أخبريه بما تشعرين
بدلاً من الصراخ أو اتهامه بأنه زوج أو والد سيئ، اشرحي له أنه يعطي الأولوية لعمله باستمرار وأن عائلته تفتقده. حاولي أن تكوني هادئة وصبورة، فمعظم مدمني العمل لا يشعرون بوجود مشكلة.
لا تجعلي الأمر أسهل عليه
من المحتمل أنك تملئين الفراغ الذي تركه زوجك، وتنجزين معظم مهامه عنه. لا يجب عليك أن تُسهّلي حياة زوجك، أو تُخفّفي من عواقب تقاعسه. عندما يتغيب عن حفلة عيد ميلاد ابنه، أو يعتذر عن وجبة العشاء للمرة الثالثة على التوالي، يكون الوقت قد حان لتعويض عائلته وتحمل المسؤولية.
اجعلي المنزل مريحًا له
لا تجعلي زوجك يشعر أن قضاء الوقت في المنزل يُعد عملاً إضافيًا. دعيه يقضي بعض الوقت في مشاهدة المباريات أو الاسترخاء على كرسيه المفضل. هذا سيشجعه على قضاء المزيد من الوقت في المنزل.
التقدير
تذكري أن العمل ليس خيارًا بل هو ضرورة، وثقي أنه يبذل ما بوسعه لبناء حياة أفضل لأسرته.
كوني قدوة
لا تعاقبيه على تقصيره أو إهماله عبر فعل ذات الشيء، بل أظهري له أهمية تحقيق التوازن بين العمل والحياة من خلال ممارسة ذلك بنفسك.