يشعر الجميع عادة بأن أيام دوام العمل طويلة رغم أنها تكون من 6 - 8 ساعات كما هو متعارف عليه، وقد تكون أكثر في حالات أخرى، بينما تمر أيام الإجازات والعطلة الرسمية بسرعة كبيرة لا يكاد الشخص يستمتع بوقتها.
ودائما ما يرواد الكثير من الأشخاص الأسئلة حول سبب هذا الشعور، ليس في العمل فحسب بل حتى أثناء النوم، فإن الوقت يمر بسرعة.
وبحسب المتخصصين فإن سبب الشعور بمرور الوقت بسرعة أثناء النوم يعود لعدم إدراكه، لأنه يصبح معدوما. ويمكن اكتشاف ذلك الأمر في أيام العمل وتحديدًا في الأعمال المملة التي تجبرك على النظر إلى الساعة ومتابعتها عدة مرات خلال اليوم.
ويضيف الخبراء أن المواصلة في متابعة الساعة بين الحين والآخر يجعلك مدركا تماما لمروره، ونتيجة لذلك، يبدو أنه يمر ببطء شديد. قارن ذلك الآن بيوم عطلة عندما تستمتع فيه بكل لحظة، بالكاد تتفقّد عقارب الساعة. هذا سيجعلك أقل وعيا بالوقت، وبالتالي ستعتقد أنه يمر بسرعة كبيرة.
وأوضحوا أن المشاعر السلبية تجعل الوقت يمر ببطء ومن الصعب القيام بالمهمات المطلوبة، لأن هذه المشاعر تخلق عبئا على العقل، وبالتالي ليس هناك قدرة على التركيز في أي مهمة أخرى غير التي تشغل بالك وتشعرك بالضيق.
وعلى إثر ذلك يمر الوقت بشكل بطيء نتيجة التفكير المستمر في مرور هذه الأزمة، وذلك يجعل عقلك الباطن مدركا لكل دقيقة تمر.
نفس الأمر عندما تمارس العمل بإحباط أو ملل، فستشعر بكل دقيقة تمر كأنها ساعة وينتهي بك الحال وأنت تعد الدقائق والثواني لتنتهي مدة العمل.
في المقابل، وعند الشعور بالسعادة والرضا في العمل لا تكترث للوقت وبالكاد تتحقق منه بسبب الانشغال بالاستمتاع فيه، وعلى إثر ذلك يبدو أنه يمر بسرعة.
وكشفت الدراسات أنه عند اختبار الأشياء الجديدة فإن الدماغ يعمل أكثر لتخزينها. لذلك، يبدو الوقت أنه يمر بوتيرة أبطأ، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعلك تشعر أنك أمضيت فترة طويلة في بلد سافرت إليه لأول مرة.
كذلك خلال الإجازات إذا قمت بنفس الشيء بالضبط في كل عطلة نهاية أسبوع، فلن تتشكّل لديك ذكريات جديدة، وسيبدو الوقت يمر بسرعة كبيرة.
ومن الأسباب الأخرى أيضا فإن العطلات قصيرة إذا قارنتها بأيام العمل، وستعيّن على الشخص العادي العمل لمدة خمسة أيام في الأسبوع قبل أن يتمكّن من الاستمتاع بيومي عطلته.
كذلك إذا خطّط شخص ما للسفر وقضاء عطلة طويلة، فمن المحتمل أنه سيتعيّن عليه العمل لعدة أسابيع قبل القيام بذلك.
وبالمجمل يمر الوقت بسرعة لأن العطلات أقصر نسبيًا في الفترة الزمنية، لذلك إن كُنت ترغب بقضاء عطلة لفترة أطول، تأكد من قيامك بأشياء جديدة تجرّبها للمرة الأولى؛ هذه التجارب الجديدة ستجعل يومك أطول.