توصل باحثون إلى طريقة جديدة تمكنهم من معالجة العمى الوراثي عبر ما يعرف بـ تقنية "كريسبر"، وهي أداة تستخدم لتحرير الجينات؛ ما أعاد الأمل لفئة كبيرة من المصابين بهذا المرض.
وحصلت الطالبة الجامعية أوليفيا كوك على علاج تجريبي باستخدام هذه التقنية، حيث تم تحرير الجينات في إحدى عينيها؛ ما أدى إلى تحسن واضح في نظرها وقدرتها على رؤية أشياء لم تكن قادرة على رؤيتها من قبل.
وتم تمويل هذه التجربة من قبل عدد من المؤسسات والجامعات العلمية، وشارك فيها عدد من الباحثين في مؤسسة "ماس آي أند إير أوف ماسس جينيرال بريغهام" بالولايات المتحدة، بالتعاون مع شركة التكنولوجيا الحيوية "إديتاس ميديسين" ومؤسسات أخرى، مثل: كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا وجامعة ميشيغن وجامعة ميامي وجامعة أوريغون للصحة والعلوم.
وقال المؤلف الأول للدراسة ومدير معهد الجينوم البصري في ماس آي آند إير إريك بيرس: "تقدم نتائج هذه الدراسة دليلاً على مفهوم إمكانية استخدام تحرير الجينات بتقنية "كريسبر-كاس 9" بأمان وفاعلية لعلاج اضطرابات الشبكية الموروثة".
وأضاف بيرس: نأمل حقًا أن يتم الآن تطبيق تقنيات تحرير الجينات "كريسبر- كاس 9" على الأشكال الجينية الأخرى للعمى الوراثي، وفي الواقع الأمراض الوراثية الأخرى بشكل عام.
وأظهرت النتائج التي نُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية أن العلاج باستخدام تقنية كريسبر كان آمنًا وفعالًا في تحسين الرؤية لدى عينة صغيرة من المرضى الذين يعانون العمى الوراثي.
وبينما لم يتم استعادة الرؤية الكاملة بين المرضى، إلا أن بعضهم أبلغوا عن تحسنات ملموسة بعد العلاج، ما جعلهم قادرين على رؤية أشياء كانوا غير قادرين على رؤيتها من قبل.
يجدر بالذكر أن هذا العلاج لا يزال في مرحلة التجارب التجريبية، ومن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب لتحديد فعاليته وسلامته على نطاق أوسع.