في قصة غريبة من نوعها استطاع صحفي أن يثبت للعالم مدى سهولة تضليل الناس ووسائل الإعلام من خلال دراسات مضللة، تهدف إلى جذب الانتباه، دون أن تستند إلى أي أساس علمي.
في خضم الاهتمام المتزايد حول الحميات الغذائية، أُثيرت ضجة كبيرة حول حمية الشوكولاتة، التي زعمت أن تناول الشوكولاتة يوميًا يمكن أن يساعد على خسارة الوزن.
لكن هل هذه الفكرة صحيحة أم مجرد خرافة علمية أخرى؟
قاد الصحفي جون بوهانون بالاستعانة بفريق ألماني، حملة لكشف النقاب عن انتشار العلوم والدراسات المزيفة، حيث أنشؤوا معهداً وهمياً باسم "معهد النظام الغذائي والصحة" وأجروا تجربة صغيرة عن الحمية.
وكانت الدراسة الوهمية التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة قبل أن يُكشف تضليلها، نشرت أن من تناولوا الشوكولاتة فقدوا وزنهم بشكل أسرع من غيرهم، واستخدموا إحصائيات مضللة من أجل الدراسة، والأسوأ هو نشرها في مجلة طبية غير موثوقة.
الغريب في الأمر أن معظم وسائل الإعلام ساهمت في نشر هذه الدراسة الوهمية دون التحري عن مصداقيتها، وطرح الأسئلة حول تفاصيلها، ما يطرح مشكلة أكبر تتعلق بكيفية تناول العلوم في وسائل الإعلام.
بوهانون، الذي لم يسعَ لإحراج الصحفيين، حثّ الجمهور على التحلي بالشك ونصَح بأن يتأكد الناس من موثوقية الدراسات من خلال فحص عدد المشاركين ومدى تأثير النتائج، وما إذا كانت نُشرت في مجلات موثوقة.
لذلك، وقبل تصديق أي معلومة نُسِبَت لدراسة ما، يجب أن نكون واعين للمعلومات التي نستقبلها. فالحميات السريعة والوعود السهلة غالبًا ما تكون بعيدة عن الحقيقة، ورغم رغبتنا في أن تكون حمية الشوكولاتة حقيقية، فإن الإجابات السهلة تخفي دائمًا حقائق أكثر تعقيدًا.