رغم إدراكنا لأهمية النوم وأثره على صحتنا، بيد أننا كثيرًا ما نضحي بساعات النوم التي يتطلبها جسدنا لصالح العمل، أو الدراسة، أو حتى قضاء الوقت مع العائلة، وهذا يعرضنا لمخاطر صحية جسيمة على المدى الطويل.
لكن دراسة تحليلية جديدة تُلقي الضوء على أحد الحلول المحتملة لتقليل مخاطر الحرمان من النوم، وهو تعويض ساعات النوم المفقودة في عطلة نهاية الأسبوع.
ما هو النوم التعويضي.. وكيف ينعكس على صحة القلب؟
توصلت دراسة حديثة إلى أن النوم لفترات أطول خلال عطلات نهاية الأسبوع قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وخاصة بين الأفراد الذين يعانون من قلة النوم في أيام الأسبوع.
وفقًا للبحث الذي نُشر في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب 2024، فإن النوم التعويضي في نهاية الأسبوع يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%.
أتت هذه النتائج من تحليل بيانات لأكثر من 90,000 شخص في المملكة المتحدة. وكان الهدف من الدراسة هو تقييم مدى تأثير النوم التعويضي على صحة القلب على المدى الطويل، خاصة بين أولئك الذين يعانون الحرمان المزمن من النوم.
وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تمكنوا من تعويض ساعات النوم المفقودة خلال عطلة نهاية الأسبوع كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، مقارنةً بمن لم يحصلوا على النوم الإضافي.
لماذا يُعد النوم مهمًا لصحة القلب؟
من المعروف أن النوم يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة القلب، من خلال تنظيم الوظائف الحيوية للجسم.
قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في مستويات هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، الذي قد يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بمشاكل القلب. كما أن الحرمان المزمن من النوم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وزيادة الالتهابات المزمنة التي تضر بصحة القلب.
هل يمكن حقًا تعويض قلة النوم في عطلات نهاية الأسبوع؟
بينما أظهرت الدراسة فوائد محتملة للنوم التعويضي، إلا أن الخبراء يحذرون من الاعتماد الكلي على هذا النهج. يقول الدكتور يانجون سونج، الباحث المشارك في الدراسة: صحيح أن النوم التعويضي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن يجب أن يكون التركيز الأساسي على جودة النوم المنتظمة على مدار الأسبوع.
كما أكد الدكتور ريجد تادوالكار، استشاري أمراض القلب، أن هذه الدراسة وضحت القدرة المذهلة لأجسامنا على الاستشفاء بعد فترات الحرمان من النوم، ولكن لا يمكن اعتبارها بديلاً كاملاً للنوم الجيد المستمر.
ماذا لو لم نستطع تعويض النوم في عطلات نهاية الأسبوع؟
إذا لم يكن لديك الفرصة لتعويض ساعات النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن هناك طرقًا أخرى يمكن من خلالها الحفاظ على صحة قلبك.
تشمل هذه الطرق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، الحفاظ على وزن صحي، وتجنب التدخين والكحول، بالإضافة إلى مراقبة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم والكوليسترول.
كما يُنصح بإنشاء بيئة مناسبة للنوم، مثل تقليل وقت الشاشة قبل النوم والالتزام بجدول نوم منتظم.