أشارت دراسة جديدة أجراها برنامج (ECHO) التابع للمعاهد الوطنية للصحة، إلى أن تناول أي كمية من الأسماك أثناء الحمل قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالتوحد بنسبة تصل إلى 20%، وخاصة بين المولودات الإناث.
تدعم هذه الدراسة الأدلة التي تؤكد على أهمية الأسماك في النظام الغذائي للأم الحامل، إذ تعتبر الأسماك من أغنى المصادر الطبيعية لأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تلعب دورًا حيويًا في تطور دماغ الجنين وصحته العصبية.
وفي التحليل، وجد الباحثون أن النساء اللواتي تناولن أي كمية من الأسماك أثناء الحمل، حتى لو مرة واحدة في الأسبوع، أنجبن أطفالًا أقل عرضة للإصابة بالتوحد أو السلوكيات المرتبطة به.
في المقابل، لم يجد الباحثون ارتباطًا كبيرًا بين استخدام مكملات أوميغا 3 وانخفاض فرص التوحد. وهذا يعني أن تناول مكملات زيت السمك، على الرغم من فائدتها في بعض الحالات، لا يوفر نفس التأثيرات الوقائية مثل تناول الأسماك الطبيعية.
تعتبر هذه الدراسة دعوة هامة لتوجيه رسائل صحية للنساء الحوامل حول أهمية تناول الأسماك أثناء الحمل. ففي الولايات المتحدة، لوحظ انخفاض كبير في استهلاك الأسماك لدى النساء الحوامل، حيث أفادت حوالي 25% من المشاركات في الدراسة بأنهن لم يتناولن الأسماك مطلقًا أثناء فترة الحمل، وأن بعضهن تعمدن الابتعاد عن الأسماك خلال فترة حملهن، خوفًا من آثاره الجانبية.
إلى جانب تقليل خطر التوحد، هناك فوائد أخرى مثبتة لتناول الأسماك أثناء الحمل. وقد أظهرت النتائج أن استهلاك الأسماك يمكن أن يقلل من مخاطر الولادة المبكرة، ويحسن التطور المعرفي لدى الأطفال، وهذا ما يجعل إدراج الأسماك ضمن النظام الغذائي للحامل خطوة ذكية لتعزيز صحة الطفل والأم على حد سواء.
إذا كنتِ حاملًا أو تخططين للحمل، إليك بعض النصائح لتضمين الأسماك في نظامك الغذائي:
اختاري الأسماك الغنية بأوميغا 3 مثل السلمون، السردين، والتونة الخفيفة، وابتعدي عن الأسماك التي قد تحتوي على نسب عالية من الزئبق مثل سمك القرش، أو الماكريل الملكي.
يمكن تناول حصتين إلى ثلاث حصص من الأسماك أسبوعيًا لضمان الحصول على الكميات المناسبة من أوميغا 3 دون التعرض لخطر التلوث البيئي.
إذا كنتِ قلقة بشأن تناول الأسماك أثناء الحمل، تحدثي مع طبيبك حول الخيارات الأفضل لك ولطفلك.