مع التقدم في العمر، تبدأ بعض التغيرات الجسدية بالظهور، ومن أكثرها شيوعًا بروز الأوردة الملتوية على الساقين، أو ما يُعرف بالدوالي.
لا تقتصر هذه المشكلة على الجانب التجميلي فحسب، بل قد تكون مؤشرًا على اضطرابات في الدورة الدموية تستدعي الانتباه. فالملايين حول العالم يعانون منها، بدرجات متفاوتة؛ ما يجعلها إحدى أكثر مشكلات الأوعية الدموية انتشارًا.
لكن هل يمكن الوقاية من الدوالي؟ وما هي العلاجات المتاحة؟ للإجابة عن هذه الأسئلة، استعنّا بخبراء الأوعية الدموية لاستيضاح أهم المعلومات حول أسبابها وطرق التعامل معها.
يقول الدكتور جاستن ها، طبيب ومتخصص في علاج الأوردة بمركز Metro Vein Centers لصحيفة huffpost، إن الدوالي هي أوردة كبيرة ومنتفخة وملتوية، تظهر عادة على الساقين.
ورغم أن البعض يعتقد أن الدوالي مشكلة تجميلية فقط وفق الدكتور، فإنها قد تسبب أعراضًا مثل التورم، والثقل، وحتى الألم النابض.
وأوضح الدكتور، أن الدوالي إذا تُركت دون علاج، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل جلطات الدم أو تقرحات الجلد. لذا، فإنها ليست مجرد مشكلة جمالية، بل قد تكون حالة طبية تستدعي التدخل العلاجي.
وأشار أيضًا إلى أن الدوالي ليست دائمًا مرئية على سطح الجلد، إذ قد يُعاني بعض الأشخاص من أعراض مثل الثقل أو التورم أو الألم، أو تململ الساقين دون ظهور الدوالي بوضوح.
يخلط كثير من الناس بين الدوالي والأوردة العنكبوتية، لكنهما مختلفتان تمامًا. فالأوردة العنكبوتية أصغر حجمًا من الدوالي، وهي عبارة عن شبكات رفيعة تظهر على سطح الجلد.
غالبًا ما تكون مشكلة تجميلية، لكنها قد تكون مؤشرًا مبكرًا على مشاكل في الأوردة إذا كانت مصحوبة بألم.
تقول الدكتورة تيكفا جاكوبس، جراحة الأوعية الدموية في كلية طب Weill Cornell Medicine and NewYork-Presbyterian Hospital: تحدث الدوالي نتيجة خلل في الصمامات الموجودة في الأوردة؛ ما يؤدي إلى تجمع الدم وزيادة الضغط داخل الأوردة.
وأضافت أن الأوردة تعمل على إعادة الدم من الساقين إلى القلب ضد قوة الجاذبية، بمساعدة صمامات تمنع رجوع الدم.
ومع مرور الوقت، قد تضعف هذه الصمامات أو تتضرر؛ ما يؤدي إلى تجمع الدم وانتفاخ الأوردة.
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالدوالي وهي:
إذا كان أحد الوالدين أو الأجداد يعاني من الدوالي، تزداد احتمالية الإصابة.
مثل تلك التي تحدث خلال الدورة الشهرية، أو بسبب وسائل منع الحمل، أو الحمل، أو انقطاع الطمث.
يسبب زيادة في حجم الدم وضغط الرحم على الأوردة؛ ما يؤدي إلى ظهور الدوالي. غالبًا ما تتحسن الحالة خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة.
والتي تتطلب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة تزيد من الضغط على الأوردة.
يؤدي إلى ضغط إضافي على الأوردة.
تفقد الأوردة مرونتها بمرور الوقت؛ ما يجعلها أكثر عرضة للتلف.
مثل التدخين، السفر الجوي المتكرر، والإصابات السابقة في الساق.
للحد من تطور الدوالي، يوصي الأطباء باتباع نمط حياة صحي ونشط. ويوضح الدكتور جاستين بعض الطرق الفعالة، منها:
في حال تشكل الدوالي، هناك عدة خيارات علاجية متاحة. وتختلف العلاجات بناءً على حجم الأوردة وموقعها، ومدى تأثيرها. وتشمل الإجراءات:
يتم حقن الأوردة بمحلول يؤدي إلى انهيارها، ليعاد توجيه الدم إلى أوردة سليمة.
يستخدم لعلاج الأوردة الصغيرة السطحية.
يتم استئصال الأوردة السطحية من خلال شقوق صغيرة.
يتم فيه إدخال مصدر حرارة داخل الأوردة لتدميرها.
وختامًا، وعلى الرغم من أن الدوالي قد تكون شائعة، فإن الوقاية منها تبدأ بنمط حياة صحي. لكن إذا ظهرت الأعراض، فلا تتردد في استشارة طبيب متخصص لتحديد أفضل الخيارات العلاجية المناسبة لحالتك.