كشفت دراسة حديثة عن وجود رابط بين الإصابة بكوفيد-19، وتطور مشاكل صحية أخرى في الأمعاء والدماغ والرئة، قد تستمر حتى ثلاث سنوات بعد التعافي من الفيروس.
اعتمدت هذه الدراسة التي نشرت في "Nature medicine study"، على بيانات ملايين من المرضى المصابين منذ السنة الأولى للوباء، قبل توفير اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات.
تفاصيل الدراسة
قارن الباحثون أكثر من 114,000 مريض تظهر عليهم أعراض خفيفة لكوفيد-19، مع مجموعة تضم أكثر من 5 ملايين شخص لم يصابوا بالفيروس. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون أعراضاً خفيفة كانوا أكثر عرضة بنسبة:
نتائج مقلقة
أوضحت الدكتورة إيشوارا سانكارا، أخصائية الأعصاب في "تكساس هيلث فورت وورث"، أن هذه النتائج قد تكون ناجمة عن الالتهاب الناتج عن الإصابة بفيروس كوفيد-19. وأشارت إلى أن الفيروس أظهر أن العملية الالتهابية التي تحدث بعد الإصابة قد تستمر لفترة أطول مما كان يُعتقد سابقًا.
وأشارت الدكتورة سانكارا إلى أن هناك بيانات سابقة تشير إلى أن بعض الفيروسات، مثل فيروس إبشتاين بار، قد تؤدي إلى عواقب طويلة المدى. وتبدو عملية الالتهاب التي يحدثها فيروس كورونا مشابهة؛ إذ تستمر سلسلة الالتهابات في الجسم لفترة تصل إلى ثلاث سنوات.
السكتات الدماغية
تشير الدراسة إلى أن الأعراض المتعلقة بكوفيد-19 قد تستمر حتى بعد مرور عامين أو ثلاثة أعوام من الإصابة. بالنسبة للمرضى الذين لديهم استعداد للإصابة بالسكتات الدماغية، فإنه قد يظل لديهم خطر متزايد للإصابة بالسكتات حتى بعد مرور ثلاث سنوات من الإصابة بالعدوى بفيروس كورونا.
هل الدراسة جازمة؟
أوضح الخبراء أنه من الصعب تحديد سببية مباشرة لكوفيد-19 في تطور المضاعفات على المدى الطويل. ومع ذلك، يُظهر البحث أن كوفيد-19 يزيد خطر تطور المضاعفات على المدى الطويل لدى بعض المرضى، خاصة الذين يعانون حالات صحية مثل السمنة، والسكري.
الاستنتاجات والتوصيات
بينما قد تكون هذه النتائج مثيرة للقلق، فمن الضروري أن يبقى المرضى يقظين بصحتهم، ويهتمون بإجراء الفحوصات الدورية والالتزام بنمط حياة صحي. يشمل ذلك تناول الطعام بشكل صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والامتناع عن التدخين، والتواصل المنتظم مع مقدم الرعاية الصحية. وفي حال ظهور أي أعراض جديدة، يجب على المريض التحدث فورًا مع مقدم الرعاية الصحية للحصول على المساعدة اللازمة وعدم تجاهل الأعراض.