وجدت دراسة حديثة، أن الإغلاقات التي فرضتها دول العالم خلال فترة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، تسببت بتدهور صحة الدماغ للعديد من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا بشكل أسرع من المعتاد.
وأظهرت نتائج الدارسة، التي أجراها باحثون من جامعة "إكستر" وكلية "كينجز" في لندن، انخفاض مستويات الذاكرة والوظائف المعرفية، مثل القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات، بسرعة أكبر خلال الوباء.
ويقول الباحثون، إن هذا يرجع إلى الظروف الخاصة التي سببها وباء كورونا، مثل عدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، وشرب الكثير من الكحول، فضلاً عن الشعور بالوحدة والاكتئاب.
وشملت الدراسة 3142 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عامًا في المملكة المتحدة، إذ قام الباحثون بتحليل اختبارات وظائف المخ لديهم.
وأظهر التحليل أن معدل التدهور المعرفي تسارع في السنة الأولى للوباء، وكان التسارع أعلى بين أولئك الذين كانوا يعانون أصلًا من التدهور المعرفي قبل ظهور الوباء في ديسمبر 2019.
وقالت أستاذة أبحاث الخرف في جامعة "إكستر"، آن كوربيت: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن عمليات الإغلاق والقيود الأخرى التي شهدناها خلال الوباء، لها تأثير حقيقي دائم على صحة الدماغ لدى الأشخاص الكبار في السن، حتى بعد انتهائها".
وتثير هذه المعطيات خوف العلماء من تحوّل التدهور المعرفي إلى الخرف، وهو مصطلح يشمل مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تؤثر على الدماغ والذاكرة والتفكير والسلوك.
وهناك أنواع عديدة من الخرف، ويعتبر ألزهايمر أكثرها شيوعًا، لكن بعض الأشخاص قد يعانون من مزيج من الاضطرابات العصبية، ما يجعل المرض متفردًا عند كل شخص.
ويعد الخرف مصدر قلق عالمي، لكنه يظهر بشكل خاص في البلدان الأكثر ثراءً، التي يُرجح أن يصل فيها الناس إلى سن الشيخوخة.
وتفيد تقارير جمعية ألزهايمر أن هناك أكثر من 900 ألف شخص يعانون من الخرف في المملكة المتحدة اليوم. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 1.6 مليون بحلول عام 2040.
وحاليًا، لا يوجد علاج للخرف، لكن الأدوية الجديدة يمكن أن تبطّئ تطوره، وكلما تم اكتشافه مبكرًا، أصبحت العلاجات المخففة أكثر فاعلية.