بين لحظةٍ وأخرى يجد العلماء حلولًا لبعض المشاكل الصحية والكشف المبكر عنها، يكون للذكاء الاصطناعي يدٌ فيها، ولا سيما مع التطور الكبير الذي يشهده هذا المجال.
وفي هذا الشأن، تمكن براساد آير، دكتور في الطب، طبيب الجهاز الهضمي في مايو كلينك والباحث في فينيكس، ولاية أريزونا، وفريق من الباحثين في "مايو كلينك"، من تطوير أداة تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بخطر التعرض لداء مريء باريت وسرطان المريء.
ويعد هذا التطوير إنجازًا مهمًّا، خاصة أن التغيرات في خلايا المريء السابقة للتسرطن، أو ما يُعرف بداء مريء باريت، تُعد من عوامل الخطورة المرتبطة بسرطان المريء، وعادةً ما يُوصي الاختصاصيون بفحص الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة متعددة للإصابة بداء مريء باريت، وهو الأمر الذي كان غير متوفرٍ بشكلٍ كبير.
ولاختبار الأداة، استخدم الدكتور آير وفريقه، السجلات الصحية الإلكترونية غير محددة الهوية لمرضى من "مايو كلينك" بلغ عددهم 6 ملايين مريض، لرصد خطر الإصابة بداء مريء باريت وسرطان المريء قبل عام على الأقل من التشخيص.
ويمكن دمج الأداة التنبؤية بالسجل الصحي الإلكتروني وتنبيه الطبيب، عند اللزوم، للنظر في فحص مريض بشأن خطر التعرض لداء مريء باريت.
وأظهرت نتائج الدراسة والاختبار أن النماذج التنبؤية للأداة تتمتع بمستوى عالٍ من الدقة، حيث:
تنبأت الأداة بداء مريء باريت بنسبة حساسية بلغت 76% (نسبة العينات المحددة بشكل صحيح على أنها سلبية)، ونسبة نوعية بلغت 76% (نسبة العينات المحددة بشكل صحيح على أنها إيجابية)، ومنطقة واقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل بلغت 0.84. والمنطقة الواقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل هي مقياس يُستخدم لقياس جودة التنبؤات التي ينتجها نموذج الذكاء الاصطناعي. وتتراوح من 0 إلى 1، حيث يمثل 1 أعلى جودة.
تنبأت الأداة بسرطان المريء بنسبة حساسية بلغت 84%، ونسبة نوعية بلغت 70%، وبلغت المنطقة الواقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل 0.84.
حددت الأداة أيضًا عوامل الخطورة المعروفة لداء مريء باريت وسرطان المريء، بالإضافة إلى عوامل الخطورة الجديدة التي يجب مراعاتها، بما في ذلك مرض الشريان التاجي ومستويات الدهون الثلاثية ومستويات الكهارل.