يشهد شهر أيلول/سبتمبر سنويًا حملات توعية واسعة بأمراض الدم، مثل اللوكيميا واللمفومة. وفي هذا السياق، يشير خبراء إلى تطورات مذهلة في مجال علاج هذه الأمراض، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام المرضى.
يوضح الدكتور سيكندر أيلاوادي، وهو متخصص في الأورام والدَّمَويات في مايو كلينك، أن العلاجات الدوائية الاستهدافية والطرق العلاجية الحديثة، مثل العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية، قد غيرت قواعد اللعبة في علاج سرطانات الدم.
وبفضل هذه العلاجات، أصبح من الممكن تحديد المرض ومراقبته والقضاء عليه في مراحل مبكرة وبشكل أكثر دقة.
ويُعد الورم النقوي المتعدد أحد الأمراض التي شهدت تطورات كبيرة في علاجه. فبدلاً من تلقي المرضى للأدوية بشكل متسلسل، أصبح من الممكن الآن إعطاء عدة أدوية في وقت واحد، ما يحقق نتائج أفضل. ويشير الدكتور أيلاوادي إلى أن بعض المرضى قد يتمكنون من التوقف عن تناول الأدوية تمامًا بعد مدة من العلاج، وهو ما يعد إنجازًا طبيًا كبيرًا.
تعد العلاجات المناعية، مثل العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية، من أبرز التطورات في مجال علاج السرطان.
وتعدّل هذه العلاجات الخلايا التائية في الجسم لتصبح قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
وأثبتت هذه العلاجات فعاليتها في علاج العديد من أنواع السرطانات، بما في ذلك اللوكيميا واللمفومة والورم النقوي المتعدد.
يوفر التطور الطبي خيارات علاجية متنوعة للمرضى، حتى في الحالات التي يعود فيها المرض. فإذا لم يستجب المريض للعلاج الأول، يمكن تجربة علاجات أخرى أو المشاركة في التجارب السريرية.
ويوضح الدكتور أيلاوادي حساسية الاختبارات التشخيصية، ما يتيح لاختصاصيي الأورام معرفة ما إذا كان المريض قد حقق استجابة عميقة أم لا.
إذ يمكن للاختبارات اكتشاف خلية سرطانية واحدة من بين 100000 خلية سليمة. ويشير الدكتور أيلاوادي إلى أنه مع تطور التقنيات، قد تتمكن الاختبارات في النهاية من اكتشاف خلية واحدة من كل مليون خلية أو واحدة من كل 10 ملايين خلية سليمة.
ويأمل الباحثون أن يتمكنوا في المستقبل من بناء نموذج تنبؤي يمكنه إخبار المرضى بمدى احتمالية تحقيق استجابة عميقة والدخول في حالة هدأة من المرض، من ثَمّ وقف الأدوية التي يتلقونها.
جودة حياة أفضل للمرضى
لا يقتصر الاهتمام الطبي على القضاء على المرض، بل يشمل أيضًا تحسين جودة حياة المريض. فبفضل التطورات في مجال إدارة الآثار الجانبية للعلاج وتوفير الرعاية التلطيفية، يمكن للمرضى العودة إلى حياتهم الطبيعية قدر الإمكان.
ويقول الدكتور أيلاوادي إن مجموعة فرعية من مرضى زراعة الخلايا الجذعية يقيمون في المستشفى لمدة ثلاثة أيام للحصول على العلاج، ثم يغادرون المستشفى لاستكمال تلقي الرعاية في المنزل.
إذ تطورت أيضًا أدوية إدارة الألم وعلاج الغثيان والآثار الجانبية الأخرى لسرطانات الدم.
كما قد توفر المراكز الطبية الكبيرة للمرضى موارد للرعاية التلطيفية وطب علاج الألم والأشعة التدخلية وعلم النفس والعلاج الطبيعي والطب الطبيعي والتأهيل.
ويشهد مجال علاج سرطان الدم تطورات مستمرة، ما يفتح آفاقًا واعدة للمرضى. فالباحثون يعملون على تطوير علاجات أكثر فعالية وبأقل آثار جانبية، بالإضافة إلى تحسين أدوات التشخيص والتقييم. وبهذا، يمكن للمرضى الحصول على رعاية صحية أفضل وأكثر شمولية.