الملح العنصر الأساسي والأكثر شيوعا في مطابخنا، وهو غني باليود ومعدن ضروري لجسمنا. لكن تكمن المشكلة، في أن الناس يستهلكون هذه المادة المضافة غير الضارة نسبيًا بشكل مفرط، وهو أمر مقلق للغاية؛ لأن له تأثيراً سلبياً على الصحة العامة للشباب.
ويعتبر الملح الجاني الصامت والأكثر شهرة، في زيادة فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لكن غالبا ما يتم التغاضي عن مشاكل الكلى التي يسببها.
وأظهرت دراسات حديثة، أن نسبة أمراض الكلى المزمنة قد ارتفعت بسرعة بين البالغين في الهند لتصل إلى حوالي 17% من إجمالي السكان.
لكن الأمر الأكثر سوءًا، هو أن هذا لا يقتصر فقط على كبار السن، بل يشمل أيضًا عددًا كبيرًا من الشباب.
الدكتور براكاش تشاندرا طبيب المسالك البولية بمستشفى LH Hiranandani في مومباي، يؤكد أن الدراسة الاستقصائية التي أجراها حول المجتمع الهندي للكلى تُظهر أن ما يصل إلى 25% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عامًا لديهم علامات على ضعف وظائف الكلى، وهي حالة تستدعي بذل جهد أكبر لمكافحة هذه المشكلة الصحية العامة.
ويضيف الدكتور تشاندرا، أنه وعند إلقاء نظرة فاحصة على استهلاك الطعام اليومي، لاحظ أن معظم الوجبات الخفيفة والفطور والعشاء وأطعمة الشارع تحتوي على أشكال مخفية من الملح مما يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الصوديوم.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يجب ألا يتجاوز المقدار الموصوف من الملح يوميًا 5 جرامات، وهو ما يعادل تقريبًا كمية ملعقة صغيرة واحدة، لكن تكشف الأبحاث أن متوسط استهلاك الهندي للملح يوميا يبلغ حوالي 10 جرامات.
تأثيرات الملح على الكلى
ويوضح الدكتور تشاندرا، أن جسم الإنسان يحتاج إلى الصوديوم بكميات محدودة لوظائفه، إلا أن المشكلة تكمن عندما يتناول الجسم كمية أكبر من الصوديوم؛ مما يمكنه التعامل معه وإخراجه، مما يؤدي إلى تراكم الصوديوم في مجرى الدم، ويضع ضغطًا أكبر على الكلى لتنظيم كمية السوائل في الجسم.
ويؤدي هذا الضغط الإضافي كما يقول الدكتور لدورية Onlymyhealth، إلى تطور مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم والالتهاب، وحتى تندب أنسجة الكلى؛ مما يعني تأثر قدرتها على عملية "الترشيح".
ويضيف الدكتور، أنه وعلى الرغم من أن الناس يدركون في الوقت الحالي ضرورة الحفاظ على انخفاض مستويات الصوديوم، إلا أنه قد يكون من الصعب تحديد جميع المصادر المحتملة المختلفة للملح.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم على شكل وجبات خفيفة وتناول المشروبات بين الشباب أمر شائع؛ مما يزيد الوضع سوءًا.