يشهد الشوفان إقبالا متزايدًا حاليًا، حيث يعتبر من أكثر وجبات الإفطار شعبية. ولا يقتصر الأمر على مذاقه اللذيذ وتنوع استخداماته، بل يمتد ليشمل فوائد صحية جمة، جعلته يتصدر قائمة الأغذية الصحية.
فالشوفان ليس مجرد حبوب كاملة فحسب، بل كنز غذائي حقيقي، يزخر بالعناصر الغذائية الهامة للجسم. يتميز الشوفان بتكلفته المنخفضة وتوافره في معظم المتاجر؛ ما يجعله خيارًا مثاليًا للجميع.
ومع تنوع أنواعه وطرق تحضيره، يمكن للجميع الاستمتاع به بطرق مختلفة ومبتكرة. ولكن، ما الذي يجعل الشوفان بهذه القيمة الغذائية العالية؟
في هذا المقال، إليك أسباب علمية، مدعومة برأي خبراء التغذية، لتناول المزيد من الشوفان، وكيفية دمجه في نظامنا الغذائي اليومي.
إليك أبرز أسباب تناول الشوفان:
الكربوهيدرات هي المصدر الرئيس للطاقة في الجسم، والشوفان يقدم لنا الكربوهيدرات المعقدة، وهي النوع "الجيد" الذي يمد الجسم بالطاقة بشكل تدريجي ومستمر.
تقول جينا فولبي، أخصائية تغذية، إن الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الشوفان، وخاصة الألياف، تتحلل ببطء؛ ما يمنح الجسم طاقة تدريجية على مدى عدة ساعات، ويمنع الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر في الدم، وبالتالي تجنب الشعور بالإرهاق بعد فترة قصيرة من تناوله.
الألياف الغذائية عنصر غذائي أساسي، ولكن معظمنا لا يحصل على الكمية الكافية منها.
وتشير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن البالغين يحصلون على نصف الكمية الموصى بها فقط.
ويعمل تناول الشوفان لزيادة كمية الألياف في النظام الغذائي، حيث إن الألياف الذائبة الموجودة في الشوفان تدعم التنوع الصحي للميكروبيوم في الأمعاء، وتعزز انتظام حركة الأمعاء؛ ما يمنع الإمساك.
على الرغم من أن الشوفان يحتوي على الجلوكوز (السكر)، إلا أنه لا يؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم، بل على العكس تمامًا.
تشرح هنا أخصائية تغذية باتريسيا بانان، أن الألياف الذائبة الموجودة في الشوفان تبطئ عملية الهضم؛ ما يؤدي إلى استقرار مستويات السكر في الدم.
وتضيف أن حتى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني يمكنهم الاستمتاع بتناول الشوفان، مع الحرص على إضافة مكونات صحية أخرى معه، مثل المكسرات والبذور والزبادي غير المحلى، وتجنب إضافة السكريات.
يُعتبر الشوفان غذاءً صحيًا للقلب، فالألياف الغذائية الموجودة فيه، وخاصةً البيتا جلوكان، لها فوائد جمة لصحة القلب والأوعية الدموية.
وأظهرت دراسة سريرية أجريت العام 2021 أن مشروب الشوفان الغني بالبيتا جلوكان يُخفض بشكل ملحوظ مستويات الكوليسترول، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يرتبط البيتا جلوكان بالأحماض الصفراوية الغنية بالكوليسترول، ويزيلها من الجسم.
تلعب الألياف الموجودة في الشوفان دورًا هامًا في إدارة الوزن. تقول بانان إن الألياف تُشعرك بالشبع لفترة أطول؛ ما يمنع الإفراط في تناول الطعام.
كما أن البيتا جلوكان يبطئ عملية الهضم، ويعزز الشعور بالامتلاء؛ ما يدعم خطة صحية لإدارة الوزن.
ويساعد الشوفان في إنقاص الوزن، وينظم الشهية، ويقلل من النسبة المئوية للدهون في الجسم.
يحتوي الشوفان على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المفيدة، ولكن بانان تُشير بشكل خاص إلى مضادات الأكسدة الموجودة فيه، والتي تسمى أفينانثراميدات، والتي يمكن أن تُقلل من الالتهابات وتحسن تدفق الدم.
هذه المضادات للأكسدة لها القدرة على مكافحة الجذور الحرة، وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
يعتبر الشوفان غذاء يزخر بالفوائد الصحية التي تدعم صحة الجسم والعقل. من تنظيم مستويات السكر في الدم إلى دعم صحة القلب والأمعاء، وصولًا إلى المساعدة في إدارة الوزن وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض.
لذلك حاول دمج الشوفان في نظامك الغذائي لجني فوائده الصحية العديدة.