في عصر التواصل الاجتماعي، أصبح "تيك توك" منصةً بارزةً لنشر مختلف التوجهات الصحية، بعضها يمتاز بالجرأة والغرابة.
ومن بين هذه التوجهات التي اجتاحت المنصة مؤخرًا، نجد صيحة "شرب ماء صودا الخبز"، وهو مشروب يدّعي العديد من المستخدمين أنه يحمل فوائد صحية متعددة. لكن ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وهل يمكن أن يكون شرب ماء صودا الخبز آمنًا كما يعتقد الملايين من مستخدمي "تيك توك"؟
في هذه السطور، نلقي نظرة معمقة على الفوائد المزعومة لماء صودا الخبز، كما يُرَوَّج لها على المنصة الشهيرة، مع تقديم الأدلة العلمية والملاحظات من خبراء الصحة.
يدّعي بعض مستخدمي "تيك توك" أن شرب ماء صودا الخبز يمكن أن يعزز القدرة على التحمل أثناء التمارين الرياضية.
وفي هذا الشأن تشير بعض الأبحاث إلى أن بيكربونات الصوديوم قد تلعب دورًا في تحسين الأداء الرياضي عن طريق تقليل تراكم الحمض في العضلات، ما يقلل من الشعور بالإرهاق، وقد وجدت دراسة نشرتها Journal of the International Society of Sports Nutrition أن مكملات بيكربونات الصوديوم قد تعزز الأداء في الأنشطة ذات الكثافة العالية.
ومع ذلك، يحذر خبراء من أن هذه الفوائد قد تكون محدودة، وتختلف من شخص لآخر. كما إن الإفراط في تناول صودا الخبز قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والقيء.
يعد استخدام صودا الخبز كعلاج مؤقت لعسر الهضم معروفًا منذ زمن بعيد، إذ تعرف بيكربونات الصوديوم بخصائصها القلوية، والتي يمكن أن تقلل من حموضة المعدة مؤقتًا، وذلك بحسب دراسة نشرتها American Journal of Gastroenterology. لكن هذا الحل مؤقت، ويجب ألا يُستخدم بشكل منتظم من دون استشارة طبية.
فقدان الوزن
انتشرت على "تيك توك" ادعاءات تشير إلى أن شرب ماء صودا الخبز يمكن أن يساعد على فقدان الوزن. لكن حتى الآن، لا توجد أبحاث علمية موثوقة تدعم هذا الادعاء، بل على العكس، يحذر الخبراء من أن تناول كميات كبيرة من صودا الخبز قد يكون خطيرًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في المعدة وفقدان الشهية بطرق غير صحية.
أشارت دراسة حديثة في مجلة الطب الأمريكية إلى أن تناول جرعتين فمويتين من صودا الخبز يوميًّا (أربعة إلى خمسة أقراص بجرعة 650 مجم) يمكن أن يبطئ تقدم مرض الكلى على مدى خمس سنوات.
ومع ذلك، ينصح الخبراء بضرورة استشارة أخصائي الرعاية الصحية قبل اللجوء إلى هذا النوع من العلاج، إذ إن التحكم بمستويات الحمض في الجسم يعتبر أمرًا دقيقًا وحساسًا.
تستند بعض الادعاءات على "تيك توك" إلى أن بيكربونات الصوديوم يمكن أن تساعد على الحد من خطر الإصابة بالسرطان من خلال تغيير بيئة الجسم لتصبح أقل حمضية.
ومع ذلك، يفتقر هذا الادعاء إلى دعم علمي قوي، ويظل قيد الدراسة. وينصح الخبراء بعدم اللجوء إلى هذه الوسيلة كعلاج وقائي، حتى يتم إجراء المزيد من الأبحاث الدقيقة.