في محاولات سعي الإنسان نحو حياة مديدة وصحة أفضل، يظهر بين وقت وآخر أساليب وممارسات غذائية جديدة تحمل في طياتها بشائر الأمل.
ومن بين هذه الممارسات، يبرز الصيام المتقطع كأحد الطرق الأكثر إثارة للفضول والاهتمام.
إذ أظهرت دراستان رائدتان وجود صلة واضحة بين الصيام المنتظم وانخفاض معدلات قصور القلب وإطالة العمر. ووجدت إحدى الدراسات، المنشورة في دورية Nature، أن كلاً من تقييد السعرات الحرارية والصيام المتقطع أدى إلى إطالة عمر الفئران بشكل ملحوظ.
وفي تفاصيل الدراسة التي نشرت عنها دورية onlymyhealth، عاشت الفئران التي تتبع نظامًا غذائيًا مقيدًا بالسعرات الحرارية بنسبة 40٪ حوالي تسعة أشهر أطول؛ هذا يعادل إطالة الحياة بأكثر من عقد من الزمان عند البشر.
أما الفئران التي صامت يومًا أو يومين متتاليين في الأسبوع فشهدت فوائد مماثلة لتلك التي تتبع نظامًا غذائيًا مقيدًا بالسعرات الحرارية.
كيف يمكن أن يطيل الصيام المتقطع الحياة:
يمكن أن يحسن الصيام الطريقة التي تعالج بها خلاياك الطاقة من خلال تعزيز إصلاح وصيانة الميتوكوندريا (محطات طاقة الخلايا).
إذ وجدت الأبحاث من كلية Chan School في هارفارد للصحة العامة، أن التلاعب بشبكات الميتوكوندريا من خلال الصيام يمكن أن يزيد طول العمر، ويحسن الصحة العامة.
يقلل الصيام من الالتهاب المزمن، وهو مساهم رئيس في الشيخوخة والأمراض، مثل: أمراض القلب والسكري والسرطان.
يرتبط الصيام المنتظم بانخفاض خطر الإصابة بقصور القلب. وذلك لأن الصيام يساعد على تقليل عوامل، مثل: ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وزيادة وزن الجسم.
يتضمن التناوب بين فترات الأكل والصيام، مثل الصيام لمدة 16 ساعة في اليوم أو يومين كاملين في الأسبوع.
تناول عدد أقل من السعرات الحرارية باستمرار (على سبيل المثال، 60-80٪ من تناولك الأساسي) دون سوء التغذية.
تناول الطعام خلال نافذة زمنية محددة (على سبيل المثال، 8 ساعات) والصيام خلال الساعات المتبقية.
قبل البدء في أي نظام صيام، من الضروري الحصول على إشراف طبي، واستشارة الطبيب، فجسم كل شخص مختلف، وقد لا يكون الصيام مناسبًا للجميع.
يمكن للطبيب المساعدة على تحديد ما إذا كان الصيام آمنًا لك. إذا كنت تعاني حالات، مثل: السكري أو اضطرابات المناعة الذاتية، فقد يشكل الصيام مخاطر.
بالختام، قد يكون الصيام مرتين في الأسبوع بالفعل مفتاحًا لحياة أطول وأكثر صحة، لكن الأمر لا يتعلق فقط بتقليل السعرات الحرارية. بل في الطريقة التي يتكيف بها جسمك مع التغيرات الغذائية.
ومن خلال دمج الصيام الدوري في نمط حياتك، تحت إشراف طبي، يمكنك جني فوائد حياة أطول وأكثر صحة.
فبفهمنا العميق لآليات الصيام، كما بينتها دراسات جامعة هارفارد، نفتح آفاقًا جديدة لتحسين صحتنا، وبدلًا من التركيز فقط على كمية الطعام، يجب أن نولي اهتمامًا بجودة التغذية وتوقيت الوجبات.