تتعدد الأسباب التي تدفعنا لتناول الشوكولاتة، فهي غنية بمضادات الأكسدة، وأكدت دراسات عدة أنها مفيدة لصحة القلب والدورة الدموية. كما ثبت سابقاً أن الشوكولاته تحسّن المزاج، والأهم من ذلك كله، أنها لذيذة.
أما الصفة السلبية الوحيدة التي تحملها الشوكولاتة فتكمن في كمية الدهون التي تحتويها، ولم يتمكن صناع الشوكولاتة حتى اليوم من تصنيع شوكولاته قليلة الدهون.
وفي دراسة جديدة نشرت في الدورية الوطنية للعلوم، توصل العلماء في جامعة تمبل إلى طريقة جديدة لتصنيع الشوكولاتة قليلة الدهون، من خلال ملئ الشوكولاتة السائلة بالحقول الكهربائية. وقد أكد البعض ممن حالفهم الحظ بتذوق هذا النوع الجديد من الشوكولاتة بأنها ألذ طعماً من الشوكولاتة الأصلية.
وأفادت رونجيا تاو المسؤولة عن الأبحاث لموقع بزنس إنسايدر: "نهدف إلى تقليل نسب الدهون التي تضع الشوكولاتة في مصف الأطعمة غير الصحية، نود أن نجعل منها طعاماً صحياً من أجل الأجيال القادمة. وقد طورنا طريقة علمية جديدة لحل المعضلة التي استمرت لعقود طويلة".
الحد من الدهون
تحتوي الشوكولاتة حوالي 40% من الدهون من وزنها الإجمالي وتتألف من الكاكاو والسكر والحليب ومواد صلبة أخرى مذابة في الدهون السائلة كزبدة الكاكاو.
ويكمن السبب الذي يمنع عملية تخفيض نسب الدهون في الشوكولاتة إلى أن سحب الدهون منها يعني أن كثافتها سوف تزداد، مما يصعّب عملية تصنيعها بل قد تتسبب في سدّ انابيب الآلات المصنعة لها.
ولحل تلك المشكلة قام العلماء بتوجيه حقل كهربائي مواز لاتجاه جريان الشوكولاتة السائلة عند تصنيعها، حيث لاحظ العلماء عندها أن البنية المجهرية للجزيئات في داخل الشوكولاتة تتغير. وتؤدي لتغير شكل جزيئات الكاكاو الصلبة وتتجمع في سلاسل قصيرة. الأمر الذي يعطي مساحة أكبر للجزيئات للحركة ويقلل بالتالي من كثافة الشوكولاتة ومن الدهون الموجودة بها.
وقبل ابتكار هذا الأسلوب كان الإنجاز الأكبر لتقليل مستوى الدهون في الشوكولاتة هو بنسبة 36%. أما باتباع هذه الطريقة سيتمكن العلماء من تقليل نسبة الدهون إلى حوالي 28%، وتمكن العلماء من تقليل كثافة شوكولاتة مارس للنصف مما سمح لهم بتخفيض نسب الدهون فيها بحوالي 10% فقط. كل ما تحتاجه هذه الطريقة هو مصدر إمداد بالطاقة لتوفير المجال الكهربائي.
وأكدت الدورية الوطنية للعلوم في تقرير لها أنه يمكن للعلماء البحث عن نتائج أفضل من خلال تغير قوة ومدة الحقل الكهربائي المستخدم في العملية، ممهدين الطريق للوصول إلى نوع جديد من الشوكولاتة الصحية.
شوكولاتة ألذ طعماً من ذي قبل
وقد تتسائل الآن: هل يمكن فعلاً أن يبتكر المصنعون شوكولاتة صحية تخلصنا من الشعور بالذنب لتدميرنا الحمية دون أن يتغير طعمها للأسوأ؟ ولكن وبحسب القائمين على الأبحاث، فلم يتغير طعم الشوكولاتة مطلقاً ولا زالت لذيذة، بل أن بعضاً ممن جربوها يزعمون أنها ألذ طعماً من الشوكولاتة العادية.
ولن يطول الوقت حتى نجد الشوكولاتة قليلة الدهون في الأسواق في متناول الجميع، حيث تؤكد تاو أن العلماء يقومون على تحضير جهاز مختص بتصنيع الشوكولاتة القليلة الدهون خلال ستة أشهر.
ويقول الباحثون: "نحن بانتظار جيل جديد من الشوكولاتة قليلة الدهون والألذ مذاقاً على الإطلاق ."