أثبتت الدراسات أن أولئك الذين يتناولون الشوكولاته مرة أو أكثر في الأسبوع، كان أداؤهم أفضل في الاختبارات، حيث تمتّعوا بذاكرةٍ حاضرة وتركيزٍ أقوى وكانوا أكثرَ منطقيّةً وأفضلَ معالجةً للمعلومات.
وعزا الخبراء ذلك إلى أنه ربما يكون بسبب وفرة مادة الفلافانول في الشوكولاته والكاكاو، والتي أثبتت قدرتها على خفض مخاطر الخرف ومحاربة زيادة الوزن وتقليص فرص الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2.
فبالنسبة للعديد منا، تبدو فكرة غرق أسناننا في لوحٍ من الشوكولاته، واحدةً من أبهج متع الحياة، ويبدو أنها ستصبح أكثر بهجةً لمحبي الشوكولاته، بعد أن لاحظ الخبراء في اختباراتهم أداءً أفضل للدماغ عند من يتناولون الشوكولاته مرة في الأسبوع على الأقل من أولئك الذين لا يتناولونها، كما أفادت الأبحاث بقدرة الشوكولاته على تنشيط الذاكرة والتركيز وتحسّين المقدرة على حل المشكلات.
وذلك ربما يكون مَردُّهُ إلى مركّب – الفلافانول - المتواجد بكثرة في ذلك الترياق حلو المذاق "الشوكولاته"، وخاصّةً في الشوكولاته الداكنة، بينما يتواجد بكمّيّاتٍ أقل في شوكولاته الحليب والشوكولاته البيضاء.
الفلافانول هو أحد أنواع مضادات الأكسدة، المعروف بقدرته على منع أو تأجيل تلف بعض أنواع الخلايا، وهو يتواجد أيضاً في الحمضيات والشاي والنّبيذ، الذين أثبتوا أيضاً فوائد مشابهة لفوائد الشوكولاته.
الدراسة قامت بها جامعة جنوب أستراليا، استخدمت بيانات من (Maine-Syracuse Longitudinal Study MSLS)، حيث تمت متابعة 1000 شخصاً على مدى 30 عاماً، ومراقبة جميع مؤشراتهم الصحية، والتي دلّت على أداء أفضل لوظائف الدماغ عند متناولي الشوكولاته.
الأبحاث السابقة راقبت عمل الدماغ مباشرةً بعد تناول لوح من الشوكولاته أو فنجان من شراب الكاكاو، كما لوحِظَ أن العلاقة بين تناول الشوكولاته وأداء أفضل لوظائف الدماغ كبيرة، حتى عندما قام الباحثون بتعديل عوامل على عينات الدراسة، مثل السن والجنس والتعليم، ومستوى الكولسترول والجلوكوز وضغط الدم، ومعدل الطاقة ونسبة استهلاك الكحول.
مما دفع الدكتور جورج كرينشتون من جامعة جنوب أستراليا إلى التأكيد على أن الشوكولاته ينبغي أن تستهلك كجزء من نظام غذائي صحي وأسلوبٍ للحياة.
وقال: "بالطبع ينبغي النظر في تناول الشوكولاته ضمن نمط الغذاء الصحّي، مع الأخذ بعين الاعتبار إجمالي استهلاك الطاقة، واحتياجات الطاقة للفرد".
وكانت دراسةٌ سابقة أكدت أن جرعةً يوميةً من الشوكولاته، يمكن أن تُبقي على الخرف والزهايمر في وضع حرج، حيث وجد الباحثون أن استهلاك الكاكاو كل يوم، ساعد على تحسين - الضعف الإدراكي المعتدل - وهي حالة تنطوي على فقدان الذاكرة التي يمكن أن يتطور إلى الخرف أو إلى مرض الزهايمر عند المسنّين.