ازدادت حالات تشخيص اضطراب الفيبروميالجيا في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب يمكن أن يصيب الجميع، رجالًا ونساء، إلا أن عدد النساء المصابات به يفوق بكثير عدد الرجال.
تؤثر متلازمة الفيبروميالجيا (FMS) على الأشخاص من جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال، لكنها تبدأ عادةً في منتصف العمر، بين سن 25 و55 عامًا.
وليس من الواضح بالضبط عدد الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا، على الرغم من أن الأبحاث تشير إلى أنها قد تكون حالة شائعة نسبيًا. تتراوح التقديرات بين 1 من كل 20 شخصًا متأثرين بالمرض، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن الفيبروميالجيا تؤثر في نحو 5.0٪ من سكان العالم. وتتراوح نسبة انتشارها بين الإناث بين 80 و96%.
الفيبروميالجيا (Fibromyalgia) هو اضطراب مزمن طويل الأمد يسبب آلامًا وأوجاعًا في أنحاء الجسم كافة، بالإضافة إلى التعب وصعوبة النوم. يُعرف هذا المرض أيضًا بمرض "الألم العضلي الليفي".
وفقًا للمعهد الأميركي لالتهاب المفاصل والأمراض العضلية، لا يفهم العلماء تمامًا أسباب هذا المرض، ولكن من المعروف أن الأشخاص الذين يعانون الفيبروميالجيا لديهم حساسية متزايدة للألم.
أوضحت هيئة الخدمات الصحية في المملكة المتحدة أن أعراض هجمات الفيبروميالجيا تتضمن:
سبب الفيبروميالجيا غير معروف تمامًا، ولكن الدراسات تظهر أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب لديهم حساسية متزايدة للألم، مما يجعلهم يشعرون بالألم عندما لا يشعر به الآخرون.
وفقاً لموقع NIAMS.NIH، كشفت دراسات تصوير الدماغ وغيرها من الأبحاث عن أدلة على تغير الإشارات في المسارات العصبية التي تنقل وتستقبل الألم لدى الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا. هذه التغييرات قد تساهم أيضًا في الإرهاق، مشاكل النوم، ومشاكل "الضباب الليفي" التي يعانيها العديد من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.
يميل الفيبروميالجيا إلى الانتشار في العائلات، لذلك يُرجح أن تساهم العوامل الوراثية في حدوث هذا الاضطراب، ولكن لا يُعرف سوى قليل عن الجينات المحددة المعنية.
يعتقد الباحثون أن العوامل البيئية غير الجينية تلعب أيضًا دورًا في خطر إصابة الشخص بالاضطراب، وتشمل المحفزات البيئية الإصابة بأمراض تسبب الألم، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو مشاكل الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب.
للأسف، يتخطى مرض الفيبروميالجيا فكرة الشعور بالألم طوال الوقت بمختلف أنحاء الجسم إلى ما هو أبعد، إذ يمكن أن يتداخل الألم والتعب وسوء نوعية النوم المرتبط بالفيبروميالجيا مع قدرتك على العمل في المنزل، أو في العمل.
وأيضًا يمكن أن يؤدي الإحباط الناتج عن التعامل مع حالة يساء فهمها في كثير من الأحيان إلى الاكتئاب والقلق المرتبط بالصحة.
الأخطر من ذلك ما نشره موقع WebMD، إذ كشف تحليل جديد للأدلة أن الأشخاص الذين يعانون الألم المزمن والتعب بسبب الفيبروميالجيا قد يكونون أكثر عرضة للوفاة.
وأوضح الموقع، نقلًا عن تقرير منشور في RMD Open، أن هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى تعرض الأشخاص للحوادث والالتهابات وحتى الانتحار.
ونظر الباحثون في ثماني دراسات نُشرت بين عامي 1999 و 2020، وجمعوا نتائج ستة منها، وشملت ما مجموعه 188000 شخص بالغ.
وكشف تحليل البيانات أن الفيبروميالجيا مرتبط بزيادة خطر الوفاة للأسباب جميعها بنسبة 27%، وكان المرضى أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بنسبة 44%، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، فضلًا عن ارتفاع خطر الانتحار ليصبح أعلى بـ3 مرات من الأصحاء.
ذكر موقع Nyp أن نقاط الألم في الفيبروميالجيا هي مواقع محددة في الجسم تسبب الألم عند الضغط عليها، وقد ينتشر الألم عند الضغط على نقطة مؤلمة، ويسبب الألم في منطقة أكبر، وأبرز هذه النقاط تكون:
أوضحت هيئة الخدمات الصحية البريطانية أن تشخيص الفيبروميالجيا قد يكون أمرًا صعبًا؛ لأنه لا يوجد اختبار محدد لتشخيص الحالة، فضلًا عن اختلاف الأعراض من شخص لآخر، بل وتشابهها مع أعراض العديد من الحالات الأخرى.
ولكن إن شعرت أنك قد تكون مصاباً بهذا الاضطراب فتوجه إلى طبيب مختص، لفحصك والتحقق من وجود علامات واضحة لحالات أخرى، على سبيل المثال قد تشير المفاصل المتورمة إلى التهاب المفاصل، عوضا عن الألم العضلي الليفي.
وتشمل الاختبارات للتحقق من بعض هذه الحالات اختبارات البول والدم، وقد تخضع أيضًا للأشعة السينية وفحوصات أخرى.
ومن الممكن أيضًا أن تكون لديك حالات أخرى إلى جانب الألم العضلي الليفي، مثل:
إذا كانت أعراض المرض تشير إلى أنك تعاني حالة أخرى إضافة إلى الألم العضلي الليفي، فقد تحتاج إلى مزيد من الاختبارات لتشخيص هذه الحالة، بهدف وصف العلاج الأدق للمساعدة على الشعور بتحسن.
يعرض موقع NHS.uk بعض العلاجات المتاحة لمساعدة في تخفيف أعراض الفيبروميالجيا وتسهيل التعايش معها. هذه العلاجات تشمل:
ووفقًا للموقع البريطاني، فإن علاج الفيبروميالجيا يميل إلى أن يكون مزيجًا من الأدوية والعلاجات الطبيعية التي تعتمد على التطور العلمي الحديث.
1- الأدوية
تُستخدم مضادات الاكتئاب للمساعدة على تخفيف آلام الألم العضلي الليفي وتحسين نومك وصحتك العاطفية ونوعية حياتك بشكل عام.
وهناك العديد من الأنواع المختلفة من مضادات الاكتئاب، مثل:
وعادةً ما يوصى بهذه الأدوية فقط لعلاج الألم طويل الأمد لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر.
2- العلاجات غير الدوائية
هناك نوعان من العلاجات الحديث التي قد تكون قادرة على المساعدة على تقليل الألم الناجم عن الفيبروميالجيا، هما:
- علاج القبول والالتزام (ACT): إذ تتعلم قبول ما هو خارج عن إرادتك والالتزام بإجراء تغييرات من شأنها تحسين حياتك.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): علاج بالكلام يمكن أن يساعدك على إدارة مشاكلك عن طريق تغيير طريقة تفكيرك وتصرفاتك.
وثبت أن علاج القبول يعمل على تحسين جودة النوم وتقليل الألم والمساعدة على التعامل مع الأفكار والمشاعر السلبية، بينما يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون ألماً طويل الأمد.
3- تغييرات نمط الحياة
تشمل ممارسة الرياضة بانتظام، وتطبيق تقنيات الاسترخاء، إذ تتمتع الأولى بعدد من الفوائد المهمة للأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا، بما في ذلك المساعدة على تقليل الألم وتحسين نوعية الحياة بشكل عام.
إذا كنت تعاني الألم العضلي الليفي، فهناك عدة طرق لتغيير نمط حياتك للمساعدة على تخفيف الأعراض وجعل التعايش مع حالتك أسهل، وعلى رأسها:
1- الرياضة
ممارسة التمارين المناسبة لحالتك تساعدك على التحكم في الأعراض وتحسين صحتك العامة، وقد تتضمن الخطة تمارين هوائية أو تمارين تقوية، أو مزيجًا من الاثنين معًا.
2- الاسترخاء
إذا كنت تعاني الألم العضلي الليفي، فمن المهم أن تأخذ وقتًا بانتظام للاسترخاء أو ممارسة تقنيات الاسترخاء، بهدف التخلص من التوتر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض ومضاعفة فرص الإصابة بالاكتئاب.
وهناك العديد من أدوات الاسترخاء المتاحة، إلى جانب تقنيات التنفس العميق أو التأمل التي تكون فعالة بالقدر نفسه.
3- النوم
يمكن أن يؤدي الألم العضلي الليفي إلى صعوبة النوم أو البقاء نائمًا، وهو ما يعرف بـ"الأرق"، لذا إذا كنت تعاني مشاكل في النوم، فقد يساعدك ما يلي:
4- مجموعات الدعم
إذا كنت تعاني الفيبروميالجيا فقد تجد مجموعات الدعم مفيدة، إذ إن مجرد التحدث إلى شخص يعرف ما تمر به يمكن أن يجعلك تشعر بالتحسن.
5- وقت لنفسك
من المهم تخصيص وقت لنفسك كل يوم كجزء من علاجك. انغمس في هواية ما، واستمع إلى بعض الموسيقى، واحصل على قسط من الراحة بأي طريقة تجعلك تشعر بالارتياح.