كشفت دراسة حديثة أن قضاء النساء 6 ساعات أو أكثر في فراغ يوميًا قد يضاعف خطر إصابتهن بالأورام الليفية الرحمية، قبل أن يصلن لمرحلة انقطاع الطمث.
ووفق مجلة "BMJ Open"، أشارت النتائج إلى أن خطر هذه الأورام الوحيدة يرتفع تزامنًا مع الوقت الذي تقضيه المرأة جالسة أو مستلقية خلال ساعات النهار.
ويقول الباحثون إن الأورام الليفية الرحمية تعتبر أكثر الأورام الحميدة شيوعًا لدى النساء في سن الإنجاب، وتتراوح نسبة انتشارها من 4.5% إلى 69%، وفيما لا ينتج عنها أي أعراض، فقد يصاحبها نزيف غير طبيعي وآلام في الحوض والبطن والعقم، وغيرها من الأمور.
ويريد الباحثون معرفة ما إذا كانت هناك صلة بين أوقات الفراغ الطويلة وخطر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية، لا سيما أن الدراسة تشير إلى أن السلوك المستقر (الخامل) مرتبط بالأورام التي تعتمد على هرمون الاستروجين الأنثوي، مثل سرطان بطانة الرحم والمبيض والثدي؛ فيما تجري تغذية الأورام الليفية الرحمية أيضًا بواسطة هرمون الاستروجين.
واعتمد الباحثون في دراستهم على مجموعة مكونة من 6623 امرأة تتراوح أعمارهن بين 30 و55 عاما، ولم يمررن بعد بمرحلة انقطاع الطمث.
وجرى جمع المعلومات الأساسية عن النساء، والتي شملت تاريخ الحيض أو الإنجاب، وعدد الأطفال والعمر عند ولادة أول طفل، بالإضافة إلى استخدام وسائل منع الحمل، ووقت الفراغ المستقر، والنشاط البدني، والنظام الغذائي، والطول والوزن.
وطُلب من المشاركات تحديد مقدار الوقت الذي يقضينه في لعب ألعاب الطاولة، وأمام شاشة التلفاز، والقراءة، والحياكة وغيرها من الأنشطة المماثلة، ثم قسمن لأربع مجموعات بناءً على وقت الفراغ الذي يقضينه: الأولى من ساعتين في اليوم، والثانية من 2-4 ساعات، والثالثة من 4.5-6 ساعات، والرابعة من 6 ساعات فما أكثر باليوم.
وتبين أن 6 نساء من أصل 10؛ أي ما نسبته 61%، سجلن ما بين 2 إلى 4 ساعات في اليوم من وقت الفراغ المستقر، فيما كانت 8.5% من النساء المصابات بأورام ليفية في الرحم، وهن اللواتي يقضين أكثر من 6 ساعات في فراغ.
وقد يكون أحد التفسيرات المحتملة لارتباط وقت الفراغ والسلوك المستقر بالأورام الليفية الرحمية هو زيادة الوزن، فالسمنة تزيد من مستوى هرمون الأستروجين في الجسم.
ويشيرون إلى أن التفسيرات المحتملة الأخرى تشمل الارتباطات المعروفة بين السلوك المستقر والاضطرابات الأيضية، والالتهابات المزمنة، ونقص فيتامين د.
ويزداد خطر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية مع عدة عوامل أخرى، من بينها التقدم في العمر، وعدد الولادات، وحالة الدورة الشهرية، والوقت منذ آخر ولادة حية، والنشاط البدني.