بمناسبة اليوم العالمي للسكري، الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام، تتجدد الدعوات لنشر الوعي حول هذا المرض المزمن الذي يطال الملايين حول العالم.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 537 مليون شخص بالغ، تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عامًا، يعانون من مرض السكري على مستوى العالم، ويُعد المرض سببًا رئيسًا للعمى وفشل الكلى والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف.
يُعرف مرض السكري بأنه حالة صحية مزمنة تحدث عندما لا يستطيع الجسم إنتاج كميات كافية من الأنسولين أو استخدامه بشكل فعال، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
وينقسم إلى نوعين رئيسين: النوع الأول، وهو مرض مناعي ذاتي، إذ يهاجم الجسم خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، والنوع الثاني الذي يشكل النسبة الأكبر من الحالات، ويرتبط بشكل كبير بنمط الحياة وعوامل مثل السمنة وقلة النشاط البدني.
يعد مرض السكري من أبرز التحديات الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ سجلت المنطقة إحدى أعلى معدلات انتشار هذا المرض.
وتشير التوقعات إلى احتمالية زيادة الانتشار إلى 16.8% بحلول عام 2050، لذا، فإن التوعية بطرق الوقاية ووسائل التحكم الصحيحة تلعب دورًا كبيرًا في الحد من انتشار المرض.
يمكن من خلال تبني بعض التغييرات في أسلوب الحياة اليومي تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، ومنها:
إن اختيار أطعمة غنية بالألياف مثل الخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والكربوهيدرات المعقدة يساعد على ضبط مستويات السكر في الدم، وينصح بتجنب السكريات المصنعة والأطعمة الدهنية التي قد ترفع من خطر الإصابة.
يساهم النشاط البدني، مثل المشي أو الركض الخفيف، في تحسين حساسية الجسم للأنسولين وخفض الوزن، ما يقلل من احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
يُعد الكشف المبكر مهمًّا، إذ يمكن للفحوصات الروتينية لمستوى الجلوكوز في الدم أن تكشف عن وجود خطر الإصابة قبل تفاقم الأعراض.
فقدان الوزن، حتى وإن كان بنسبة بسيطة، يمكن أن يحسن من استجابة الجسم للأنسولين ويقلل من خطر الإصابة بالسكري.
بالنسبة لأولئك الذين تم تشخيصهم بمرض السكري، فإن تبني نهج صحي ومدروس يساعدهم على الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية، ومن بين الطرق الرئيسة لإدارة السكري:
يعتمد مرضى السكري من النوع الأول على الأنسولين، بينما يمكن لبعض مرضى النوع الثاني التحكم في مستويات السكر باستخدام أدوية تساعد على تحسين إفراز الأنسولين أو تقليل مقاومة الجسم له.
يعد الدعم الغذائي الشخصي من مختصي التغذية مهمًّا لضبط نسب السكر، إذ يقدمون خطط وجبات مخصصة تناسب احتياجات المريض وتساعده على الحفاظ على نظام غذائي متوازن.
يمكن أن تكون التمارين البدنية جزءًا مهمًّا من روتين الحياة، إذ تعزز فعالية الأنسولين وتساعد على التحكم بمستوى السكر لدى مرضى السكري.
مع تزايد معدلات الإصابة بمرض السكري، تتعاظم الحاجة للتوعية المجتمعية حول طرق الوقاية وأهمية التشخيص المبكر.
وتعد حملات التوعية جزءًا لا يتجزأ من مكافحة هذا المرض، إذ تسهم في تعزيز الوعي بأسلوب حياة صحي قد يحمي الكثيرين من خطر الإصابة ويمنح المرضى الأدوات اللازمة للتحكم الفعّال في حالتهم الصحية.
وختامًا، يعد مرض السكري تحديًا صحيًّا عالميًّا، لكن من خلال نشر الوعي وتبني أساليب حياة صحية يمكن الحد من انتشاره وتأثيراته السلبية.