تعدّ ممارسة الرياضة اليومية مفتاحًا للحفاظ على صحة جيدة وجسم نشيط، ومع تنوّع الخيارات الرياضية، يأتي المشي والجري كأحد أبسط وأهم أنواع التمارين الهوائية.
لكن يبقى السؤال الأبرز.. أيهما الأنسب لاحتياجاتك الصحية والحياتية؟
الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على أهدافك الصحية وقدرتك الجسدية وتفضيلاتك الشخصية، سنذكر لك في هذا المقال كل ما ترغب بمعرفته لتجد إجابتك:
المشي والجري كلاهما تمرين هوائي يعزز من صحة القلب ويحسّن القدرة على التحمل، كما يساعد في إدارة الوزن وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
وهما يُسهمان في تقوية جهاز المناعة ودعم الصحة العقلية، حيث وجدت الدراسات أن ممارسة المشي أو الجري يمكن أن تخفف من مستويات التوتر والقلق، وتُحسّن المزاج والشعور بالثقة بالنفس.
حتى الجري لمدة عشر دقائق على وتيرة متوسطة يمكن أن يعزز المزاج بشكل واضح.
إذا كان هدفك الأساس هو خسارة الوزن بسرعة، فالجري يعدّ الخيار الأنسب؛ إذ يحرق سعرات حرارية أكثر مقارنة بالمشي؛ ما يجعله فعّالًا لأولئك الراغبين في تحقيق نتائج سريعة.
على سبيل المثال، لحرق كيلوغرام واحد من الوزن، يحتاج الجسم لحرق نحو 3500 سعر حراري، وهو ما يمكن تحقيقه بشكل أسرع من خلال الجري.
أما إذا كنت تبحث عن خيار يتيح لك الحفاظ على نشاطك دون مشقة كبيرة، فالمشي يبقى خيارًا ممتازًا؛ إذ يناسب جميع مستويات اللياقة البدنية ويوفر فوائد صحية مشابهة للجري على المدى الطويل.
كما أن المشي يساعد على تقوية القلب وتحسين مستوى الطاقة بشكل عام.
هناك عدة أنواع من المشي والجري يمكن اختيارها لتلبية مختلف الأهداف:
المشي السريع هو مشي بوتيرة نشيطة تزيد على 5 كيلومترات في الساعة، بينما يُعتبر المشي القوي أسرع ويصل 7-10 كيلومترات في الساعة. يساعد كلا النوعين على حرق عدد كبير من السعرات الحرارية ويزيد من معدل ضربات القلب، ما يُعد تمرينًا هوائيًّا فعّالًا لمن يسعون لتحسين لياقتهم دون الجري. يمكن لساعة من المشي القوي أن تحقق فوائد قريبة من تلك التي يحققها الجري بالسرعة ذاتها.
يمكن ارتداء سترة بوزن مناسب (لا يتجاوز 5-10% من وزن الجسم) لزيادة كمية السعرات الحرارية المحروقة.
يعمل المشي بوزن إضافي على تعزيز قوة العضلات، لكنه يجب أن يتم بحذر لتجنب الإصابة.
يُعتبر المشي على المنحدرات أو السير على جهاز المشي بميلٍ تصاعدي خيارًا فعّالًا آخر.
يعمل هذا النوع من المشي على حرق سعرات حرارية إضافية ويزيد من قوة العضلات المحيطة بالساقين والجزء السفلي من الجسم.
بينما يُعَد الجري وسيلة فعالة للوصول إلى مستويات عالية من اللياقة البدنية وخسارة الوزن، إلا أنه قد يكون أيضًا نشاطًا عالي التأثير على الجسم. إذ يمكن أن يؤدي الجري إلى إصابات ناجمة عن تكرار الحركة، مثل الشد العضلي والتهاب الأوتار.
ولتجنب هذه الإصابات، يُنصح العداؤون بزيادة مسافة الجري تدريجيًا والتدريب المتقاطع بتمارين مختلفة كتمارين القوة والتمدد لزيادة القوة والمرونة.
إذا كنت تفضل تمرينًا منخفض التأثير، فإن المشي يعتبر خيارًا ممتازًا يحقق العديد من الفوائد الصحية دون تعريض الجسم لخطر الإصابة.
يمكن لممارسة المشي بانتظام أن تعزز صحة القلب وتمنحك الطاقة وتخفف من التوتر. كما أنه لا يتطلب معدات معقدة أو اشتراكات في النادي الرياضي، ويمكن ممارسته في أي وقت وأي مكان؛ ما يجعله خيارًا متاحًا للجميع.
بناءً على توصيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن الحصول على 150 دقيقة على الأقل من التمارين المتوسطة كل أسبوع ضروري لصحة الجسم.
إن كنت مبتدئًا في الرياضة، فالمشي هو نقطة بداية جيدة؛ إذ يساعدك على بناء القوة والقدرة على التحمل.
أما إن كان هدفك الأساس خسارة الوزن أو تحقيق نتائج سريعة، فقد يكون الجري الخيار الأنسب.
ومهما كان الخيار الذي تفضله، تأكد من استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي جديد للتأكد من ملاءمته لوضعك الصحي.